تحت العنوان أعلاه، كتب راويل مصطفين، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، حول إمكانية أن تلعب تركيا دورا سلبيا لتخريب علاقات روسيا مع الجزائر.
وجاء في المقال: أجريت انتخابات برلمانية مبكرة في الجزائر. ومقارنة بالانتخابات البرلمانية التي أجريت في العام 2017، والتي حصلت فيها جبهة التحرير الوطني الحاكمة على 164 مقعدا برلمانيا، تراجع نفوذها هذه المرة بشكل ملحوظ. ومن ناحية أخرى، عززت “حركة مجتمع السلم”، المقربة أيديولوجياً من جماعة الإخوان المسلمين التركية (المحظورة في روسيا)، تمثيلها بشكل كبير. وكانت في الانتخابات السابقة فازت فقط بـ 33 مقعدا برلمانيا.
أما الآن فسارعوا إلى إعلان فوزهم في اليوم التالي بعد التصويت، دون انتظار النتائج الأولية، ما دفع رئيس لجنة الانتخابات المركزية الجزائرية، محمد شرفي، إلى الإدلاء ببيان فند فيه محاولة الإسلاميين تسويق أمنياتهم بوصفها واقعا.
وفي الواقع، هناك تراجع في تأثير أولئك المرتبطين بالنخب الحاكمة، وزيادة في سلطة الإسلاميين.
وقد عبر الباحث البارز في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فيكتور نادين-رايفسكي عن وجهة نظره فيما إذا كان تعزيز الإسلاميين الجزائريين مواقعهم البرلمانية سيؤثر بطريقة ما في العلاقات الثنائية مع روسيا، فقال لـ”نيزافيسيمايا غازيتا”:
“على الأقل حتى الآن لا تلوح في الأفق تهديدات خطيرة. الجزائر، إلى جانب مصر والمغرب، واحدة من ثلاثة مشترين رئيسيين للأسلحة الروسية في القارة الإفريقية. إضافة إلى ذلك، ترتبط موسكو والجزائر بعشرات إن لم يكن مئات المشاريع المشتركة في المجالات الاقتصادية والإنسانية والاستثمارية. لقد عبر كل من بلدينا بشكل لائق المرحلة الحادة من الأزمة الليبية. صحيح أن الجزائر، خلاف موسكو، كانت أكثر تركيزا على حكومة فايز سراج، المرتبطة بتركيا والإسلاميين، لكننا عرفنا دائما كيف نجد أرضية مشتركة”.
في الوقت نفسه، وبالنظر إلى البرودة الحالية في العلاقات الروسية التركية واعتياد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تقديم مفاجآت غير سارة للشركاء، فلا يمكن استبعاد قيام أنقرة بمحاولات لتعقيد علاقات روسيا مع الجزائر بطريقة ما، بمساعدة الإسلاميين هناك، عبر حملة لتشويه سمعة الأسلحة الروسية.
روسيا اليوم