موقع المغرب العربي الإخباري :
سيقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة رسمية الى الجزائر على رأس وفد هام من أعضاءه رئيسة الحكومة إليزابيث بورن. وسيكون أمام امتحانين عسيرين، الأولى مدى التنازلات التي سيقدمها في ملف الذاكرة الاستعمارية، ثم نوعية الإشارة الى قضية الصحراء الغربية في البيان الختامي للزيارة.
وسيحل ماكرون بالعاصمة الجزائر يوم 25 من أغسطس/آب الجاري، وتعد من الزيارات الصعبة للرئيس الى الخارج نظرا للعلاقات المتوترة مع الجزائر والبحث عن كيفية تجاوز الأزمة. وتولي الصحافة الجزائرية اهتماما كبيرا بالزيارة وعددت الأجندة التي تشمل قضايا مثل الوضع في مالي والاستثمارات الفرنسية والتبادل التجاري بين البلدين والملف الليبي.
ويرى المهتمون بالعلاقات الثنائية أن نجاح الزيارة رهين بالتقدم في هذه الملفات وفي ملفين أساسيين الذاكرة الاستعمارية ونوعية الموقف الفرنسي من القضية الصحراوية.
وبدأت فرنسا تقدم تنازلات أولية في ملف الذاكرة الاستعمارية. فقد استقبل الرئيس عبد المجيد تبون يوم 6 يوليوز/تموز الماضي المفكر والمؤرخ الفرنسي بنجامين استورا الذي تولى تحرير تقرير شامل حول الاستعمار الفرنسي في الجزائر. وحمل بنجامين استورا رسالة خطية من ماكرون الى تبون، وهي إشارة ذات مغزى كبير لأن الدبلوماسيين هم الذين يحملون الرسائل وليس المؤرخين.
ويعد الاستقبال في حد ذاته مقدمة لتفاهمات بين باريس والجزائر، ولا يمكن لرئيس الجزائر استقبال مؤرخ ولو لم تكن له ضمانات مسبقة على موقف متقدم لفرنسا في هذا الملف العويص.
وتستغل الجزائر زيارة كل مسؤول دولي إليها وتطرح موضوع القضية الصحراوية وتستحضر مطالب جبهة البوليزاريو في مواجهة المملكة المغربية الشريفة، وتضمن البيان الخاص بزيارة رئيس الحكومة الإيطالي السابق ماريو دراغي إشارة واضحة الى دعم مساعي الأمم المتحدة في هذه القضية.
وكانت الجزائر تنتقد بشدة وقوف باريس الى جانب المغرب طيلة العقود الأخيرة في نزاع الصحراء وعرقلة البحث عن حل أممي، ورفعت من انتقاداتها خلال الثلاث سنوات الأخيرة. وستعمل الجزائر على استحضار الملف في زيارة ماكرون ليحظى بإشارة في البيان الختامي ضمن الإشارة الى القضايا الاقليمية.
وستكون نوعية الإشارة الى النزاع ذو دلالة خاصة، فكل تشديد على دور الأمم المتحدة وقراراتها سيترجم من طرف المهتمين بتقليص باريس الدعم للمغرب لاستعادة مكانتها في الاقتصاد والنفوذ في الجزائر، وكل تفادي للبحث عن الحل وفق قرارات الأمم المتحدة، سيترجم باستمرار باريس في دعم أكبر للمغرب.
وتجدر الإشارة الى أن زيارة ماكرون تأتي في سياق الأزمة بين فرنسا والمغرب التي تدوم من أكثر من سنة وبدون حل في الأفق.
رأي اليوم
انسخ الرابط :
Copied