“لوفيغارو” الفرنسية: لهذه الاسباب أسرع ماكرون إلى فتح الأرشيف المتعلق بالحرب الجزائرية

0
مشاركة
17
مشاهدة
موقع المغرب العربي الإخباري :
عنوان “فرنسا تسرّع فتح أرشيفها المتعلق بالحرب الجزائرية”، كتبت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية عن محاولة فرنسية أخرى للتحرك في اتجاه المصالحة مع الذاكرة المتعلقة بحرب الجزائر.

فرغم عدم تحقيق تقدم ملموس في مساعيه لإصلاح الذاكرة “المتصدعة” بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، رأت الصحيفة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لا ييأس من تحقيق الهدف الطموح الذي حدده لنفسه بوضع حد لنحو ستين عاماً من انعدام الثقة المتبادل بين الجزائر وفرنسا.

تصاعد للتوتر
ووصفت الصحيفة العلاقة بين فرنسا والجزائر بالمعقدة وبأنها تشهد تصاعداً منتظماً للتوتر على الساحة الدبلوماسية، كما كان الحال مرة أخرى في بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مع استدعاء السفير الجزائري وحظر تحليق الطائرات العسكرية الفرنسية فوق الأجواء الجزائرية.

ولكن تداعيات هذا التصدع تظهر بشكل رئيسي على المستوى المحلي. فمن جهة، لأن رفض الجزائر استقبال مهاجريها غير النظاميين في فرنسا يمنع عمليات الترحيل إلى الحدود، ويفاقم تحدي الهجرة بالنسبة لفرنسا. وخفضت باريس مؤخراً إصدار التأشيرات إلى النصف كرد انتقامي.

ومن جهة أخرى، لأن الجزائر تكرس، بحسب كلمات المؤرخ بنجامين ستورا التي أعاد استخدامها إيمانويل ماكرون، سياسة “ريع الذاكرة” في علاقاتها مع فرنسا، والتي تعزز صعوبات اندماج المواطنين المهاجرين، ورفض الجيل الثالث لأبناء المهاجرين الجزائريين الاندماج مع بعض قيم الجمهورية الفرنسية.

ماكرون يشدد لهجته
على هذا الأساس، ترى الصحيفة أن الرئيس الفرنسي اختار، في الأشهر الأخيرة، تشديد لهجته، إذ شجب “التاريخ الرسمي” الذي رأى أنه “أعيدت كتابته بالكامل” من قبل “النظام السياسي العسكري” الجزائري، واتهم نظراءه سراً “بعدم الاعتماد على الحقائق” ولكن على “الخطاب الذي يقوم على كراهية” فرنسا. وكل ذلك بعد أسبوع فقط من طلبه “الصفح”علنا من “الحركيين”، وبعدما وعدهم بنص قانون “تعويض”.

وفي الوقت نفسه، قرر الرئيس الفرنسي ألا يتوقف عند هذا الحد، ووافق الجمعة على النشر المبكر “لأرشيف التحقيقات القضائية من قبل الدرك والشرطة المتعلقة بالحرب الجزائرية (1954-1962)”، سعيا منه إلى إعادة التوازن لنهجه وعدم السماح لنفسه بالوقوع في وضع فريد.

وقالت وزيرة الثقافة روزلين باشلو إنه “يجب أن نتحلى بالشجاعة للنظر إلى الحقيقة التاريخية في وجهها”. لكن “لوفيغارو” تقول إن محيط الرئيس ماكرون في الإليزيه لا ينكر البعد السياسي لهذا القرار.

وتوقعت الصحيفة الفرنسية أن تكون هذه المبادرة هي ما قبل الأخيرة على جدول أعمال السلطة التنفيذية. ومن المقرر أن يكون الاحتفال التالي هو الذكرى الستين لاتفاقات إيفيان في 19 مارس (آذار) 2022. وسيجري الاحتفال، الذي سيرأسه رئيس الدولة، قبل أقل من شهر من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية. وستكون كلمات إيمانويل ماكرون، الذي وعد بعدم الاستسلام لـ “الاعتذار”أو “التوبة” في مقاربته للحرب الجزائرية، بعد أن وصف الاستعمار بـ “جريمة ضد الإنسانية” في عام 2017 ، تحت المجهر وخصوصاً المعارضة من اليمين، ولكن أيضاً من جانب جزء من الناخبين.

اللاحق

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءةً

أحدث العناوين