تدخل الجزائر والمغرب مجالا جديدا للتنافس فيما بينهما من خلال مشاركتهما في مهرجان كان السينمائي بأعمال سينمائية مرشحة لنيل جائزة السعفة الذهبية.
وقال تقرير نشره موقع ”موندافريك“: إنه تم اختيار الفيلم الجديد الذي طال انتظاره للمخرج الفرنسي المغربي نبيل عيوش، ”مرتفع وقوي“، للنسخة القادمة من مهرجان كان السينمائي.
ويتنافس الفيلم على جائزة ”السعفة الذهبية“ مع منافسين رئيسيين آخرين، أبرزهم ”بحار الجبال“ للمخرج البرازيلي الجزائري كريم عينوز.
وأوضح التقرير أن ”القوة الناعمة التي اعتمدها تييري فريمو، المندوب القوي لمهرجان كان السينمائي، أثبتت للتو أنه يمكن استقدام البلدان المغاربية للمشاركة في المسابقة الرسمية بعد تأهيل المخرجين في بلدانهم الأصلية.
وحسب التقرير، فإن كريم عينوز كان مجهولا تماما قبل الإعلان عن اختياره في القسم التنافسي لأهم مهرجان سينمائي، أما قصة نبيل عيوش فهي أكثر طرافة، فالرجل مهدد بالقتل منذ أن أخرج الفيلم الجريء ”الحب الكبير“، حول الدعارة في مراكش.
فهذا المخرج الموهوب الذي نشأ في سارسيل، يحظى الآن بالإشادة من قبل الصحافة المغربية التي تقول: إن هذا الاختيار تاريخي، حيث سيكون ”مرتفع وقوي“، أول فيلم روائي مغربي يدخل المنافسة الرسمية في مدينة كان، وفق التقرير.
وأشار التقرير إلى أن التنافس القديم بين البلدين المغاربيين الكبيرين يزيد من حدة التوتر. فبالنسبة للمغرب تعتبر هذه فرصة غير متوقعة للفوز بالجائزة العليا التي تمتلكها الجزائر، وكانت قد حصلت عليها في العام 1975 مع ”تاريخ سنوات الجمر“ لمحمد لخضر أمينة.
وعلق المخرج نبيل عيوش على ذلك قائلاً: إنه ”بمرور الوقت أعتقد أن منتقدين تراجعوا خطوة إلى الوراء وانتهى بهم الأمر بفهم معنى مقاربتي السينمائية، والتي لم تكن لتدمير بلادي على الإطلاق. وبناءً على هذه الملاحظة هناك سبب للتجاوز والمضي قدمًا“، وفق قوله.
وتابع التقرير، أنه ”على عكس نبيل عيوش، الذي أخرج عدة أفلام في المغرب، فإن كريم عينوز، المولود في فورتاليزا بالبرازيل، أخرج فيلمه الأول في الجزائر (بحار الجبال)، ووصل إلى الجزائر العاصمة وسط الحراك ليكتشف ويفهم بشكل أفضل بلده الأصلي، وهو أحد صانعي الأفلام الدوليين القلائل الذين صوروا الخطوات الأولى لحركة الاحتجاج المدني ضد ولاية بوتفليقة الخامسة“.
ونوه التقرير إلى أن العنوان الأصلي للفيلم ”بحار الجبال“، جاء لأسباب تجارية بحتة أراد الموزع الفرنسي للفيلم إطلاقه تحت عنوان ”جزائري بالصدفة“، وأثار ذلك غضب السلطات الجزائرية التي أعطت تصاريح التصوير لكريم عينوز.
وتمامًا مثل نظيره الفرنسي المغربي، طلب المخرج البرازيلي من أصل جزائري صراحةً من الموزع الفرنسي الاحتفاظ بالعنوان الأصلي، ومنذ ذلك الحين كان كل شيء يسير على ما يرام، حتى مدير مكتبة الجزائر للأفلام سليم أمغار المعروف بحماسه لوضع قوائم سوداء لصانعي الأفلام الجزائريين الذين ينتقدون النظام، رحب باختيار فيلم كريم عينوز“.
إرم نيوز