موقع المغرب العربي الإخباري :
أصبح من الضروري الحديث عن المؤامرة التي تحاك ضد الجزائر خاصة وان البعض يرفض وجود هذه النظرية، فما الذي يحدث فعلا؟ وما هي خلفية هذه التعقيدات المعاشة؟ وما دلالة تسلسل الأحداث الموقوتة والمفتعلة في شمال إفريقيا؟ ولماذا تتالى وتتزامن اغلب المشاكل مع مواقف جزائرية عادلة وصريحة؟
والاجابة على الأسئلة السابقة يمكن ربطها بما تعيشه الجزائر في محيطها من تحديات متعددة وفي مختلف الجهات، لتتراكم معها الضغوط الموجهة بشكل مباشر وغير مباشر نحو غاية خبيثة مفادها ان المواقف الجزائرية يجب أن تتغير بما يخدم مصالح الأعداء وضد سيادة الجزائر وضد مبادئها القوية والثابتة مع فلسطين والصحراء الغربية، وكذلك ضد رفض الجزائر لمختلف اشكال التدخلات السلبية في منطقة الساحل،
ووراء كل ذلك أعداء يريدون إضعاف المواقف الجزائرية التي تتسم بتمام السيادة، أو تحييد دورها على الأقل في المنطقة بإدخال الجزائر لا قدر الله في دوامة من المشاكل الداخلية المسنودة بالعثرات الاقتصادية والمغطاة برسائل النقد وخطابات الهدم وبتحليلات مسمومة وممولة خارجيا للبكاء على أطلال التسويف وللترويج لزعامات الكذب ووعودها التي سبق وان غوت مجتمعات عربية أخرى اصبحت للأسف تبكي على ما كانت عليه قبل ان تستمع لهؤلاء العملاء،
كما ان تتابع الضغوط في محيط الجزائر فيه دليل فعلي على مؤامرة تستهدف استقرار الجزائر لانهاكها على جبهات عديدة، كالاوضاع المتدهورة في ليبيا ومالي ومحاولات تأزيم الوضع التونسي بكيفية فيها خلط متعمد، كل ذلك لتشتيت الجزائر في امتدادها الطبيعي باعتبارها مركز ومحور شمال إفريقيا وواجهة المتوسط القوية،
ولتنكشف بذلك مخططات الأعداء رغم تعدد توجهاتهم، على غرار المخزن باعتباره الحالة الوحيدة في المنطقة التي تمارس التطبيع العلني والمنافي للحقوق الفلسطينية بمقابل استمرار الانتهاكات المغربية ضد القضية الصحراوية والتي جعلت من المخزن يقع في سقطات عديدة وعدائية تستهدف الجزائر في وحدتها،
لتُحبط الجزائر اغلب محاولاتهم الخبيثة ولتنكشف المؤامرة الحقيرة بمعالمها وعملائها المجندين ضد بلادنا اقليميا وبرعاية العديد من الأعداء المعروفين تاريخيا، وآخر مخططاتهم ما يحاك ضد وحدة الجزائر، وما تم من استقدام للكيان للمنطقة ومنحه صفة غير مستحقة في الاتحاد الافريقي،
أما التركيز على منطقة القبائل فليس بجديد بل هناك مخططات مستمرة بعملاء كثيرين على غرار حركتي الماك ورشاد الارهابيتين باعتبارهما شبكات تعمل لصالح مخابرات اجنبية معادية،
لتكون حرائق تيزي وزو وبجاية وسكيكدة وسطيف وولايات أخرى مقصودة لجعل الأوضاع اكثر تعقيدا مع مضاعفات الوباء وتبعاته الصحية والاقتصادية، خاصة وان الحروب الحديثة ليست بالضرورة اسلحة ومعارك قدر ما تعتمد على تحطيم الجبهة الداخلية وتغييب الثقة لتحل محلها التشكيكات اللامتناهية وليندس العدو بسهولة وليبث سمومه وينفذ مخططاته،
لتصبح المؤمرات في اغلبها مستترة وخفية بالتركيز على اثارة الفتن الداخلية والتقسيمات بين افراد المجتمع الواحد باسلوب متجدد معنون بالمدنية والديمقراطية، والهدف وراء كل ذلك هو الحفاظ على مصالح معادية تستهدف السيادة الوطنية وكل ما له قيمة حقيقية.
رأي اليوم
كاتب جزائري: عمار براهمية
انسخ الرابط :
Copied