أجمع الخبراء المشاركون في الندوة الوطنية حول دور الإعلام الوطني في التصدي للحرب الإعلامية على الجزائر، على الدور الذي يلعبه الإعلام في توجيه الرأي العام، وتبيان زيف المعلومات والأخبار التي تنتجها المخابر المعادية للجزائر بغية ضرب مصلحة البلد.
وأكد في هذا السياق رئيس الاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين، مصباح قديري، في الكلمة التي ألقاها على هامش الندوة المنظمة بجامعة الجزائر 3، على أن الجزائر تتعرض في المدة الأخيرة إلى حرب إعلامية وإلكترونية شرسة بحكم عدة عوامل أهمها مواقفها الصامدة ضد التطبيع ودعمها اللامشروط للقضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والصحراوية، ما جعلها هدفا مباشرا لتكالب عديد اللوبيات والجهات التي جندت أسلحتها الإعلامية لتحريف الحقائق في مخابر متخصصة لتشويه الجزائر وتقديم صورة مشوهة ومحرفة عنها.
وأمام هذا الوضع أكد قديري على ضرورة انخراط الإعلاميين في عملية حماية البلد من هذه المؤامرة، وأن يجعلوا أنفسهم حصنا منيعا يقف بكل قوة ومهنية للدفاع عن الأمن القومي للبلد، وهو الإطار الذي جاءت فيه الندوة التي تزامنت مع ذكرى مجازر 8 ماي 1945، كرد مباشر على أعداء الجزائر ورسالة واضحة من الاتحاد الوطني للصحفيين لكل المتكالبين على البلاد.
من جانبه شدد رئيس جامعة الجزائر 3، الدكتور مزرق مختار، على أنه لا فائدة من البنايات والفضاءات الجامعية إن لم تنظم فيها ندوات وملتقيات لمناقشة القضايا الدولية والإقليمية والوطنية، باعتبارها تجسد الدور الأساسي للجامعة كمنبر للحوار، مؤكدا على دور الإعلام بكل وسائله في الرد على الحرب الإعلامية التي تتعرض لها البلاد، مشددا على أن الجميع مطالب بالتصدي لأعداء الأمس واليوم بكل الوسائل.
وفي سياق متصل، ركز البروفيسور بجامعة الجزائر 3 عبد الرحمان عمار، في مداخلته على دور الإعلام في الدفاع عن البلد باعتباره أهم وسائل التأثير على الجماهير في تشكيل الرأي العام، مؤكدا على دخول حركية جديدة تتمثل في الإعلام الرقمي، الذي أصبح يلعب دورا لافتا.
ودعا عمار في السياق ذاته للعودة إلى المجاهدين والمؤرخين والباحثين لتدوين الذاكرة، مؤكدا على أن مساهمة الإعلام ضرورية وواجبة في تدوين هذه الذاكرة وذلك بغية نقلها للأجيال القادمة مع ضرورة استغلال الوسائل التكنولوجية والمنصات الرقمية في العملية.
وتم خلال الندوة توقيع اتفاقية إطار بين جامعة الجزائر 3 والاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين.