طالبت مجموعة من المنظمات غير الحكومية الفرنسية ومحاربين قدماء، اليوم، خلال ندوة صحفية من الدولة الفرنسية الاعتراف بمسؤوليتها في ممارسة التعذيب خلال حرب التحرير في الجزائر، بالتزامن مع عرض فيلم الشهيد العربي بن مهيدي بأوبيرا الجزائر وهو الذي تعرض لأبشع أنواع التعذيب قبل اغتياله شنقا باعتراف الجلاد النقيب بول اوساريس بعيد توقيفه في 28 فيفري 1957 خلال معركة الجزائر، مفندا الأطروحة الرسمية حول انتحار البطل وأحد مفجري الثورة ومهندس مؤتمر الصومام مع عبان رمضان.
أكد باتريك بودوان رئيس رابطة حقوق الإنسان وقدماء المحاربين خلال الندوة بأن “التعذيب كان بمثابة نظام حربي يخضع للتنظير، يدرس ويمارس تحت غطاء الحكومات الفرنسية المتتالية وهو ما يؤكد مسؤولية الدولة الفرنسية كاملة”.
كان التعذيب يدرس في مختلف المدارس العسكرية الفرنسية منذ 1955بشهادة ضباط و جنود نددوا بها وتوجد الآلاف من الشهادات التي توثق هذه الممارسات على غرار كتاب “السؤال” الذي كتبه المناضل هنري علاق للتنديد بممارسة التعذيب خلال فترة سجنه. كما وثق المناضل عبد الحميد بن الزين نفس الممارسات في كتابه “المحتشد” خلال سجنه في محتشد بوغار. طالب نيلس انديرسون صاحب دار النشر السويسري وصديق الثورة الجزائرية ورئيس جمعية النضال ضد الاستعمار اليوم بضرورة “اعتراف الدولة الفرنسية بمسؤوليتها على أعلى مستويات بضلوعها في ممارسة التعذيب البشع أو لا يتعلق الأمر بالتنديد أو الحكم بل بالنظر إلى التاريخ ومواجهته لإحلال السكينة”. يضيف محررو البيان “هذا الاعتراف ضروري لحاضرنا ومستقبلنا، لأن عدم العودة لهذه الصفحة القاتمة من تاريخنا سيؤدي بالجمهورية الفرنسية للوقوع مجددا في نفس التجاوزات”.