اشتبكت وحدات من الجيش الوطني التونسي، الجمعة الـ12 من أغسطس (آب) الحالي، مع عناصر إرهابية، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع التونسية، مضيفة أن قوات الجيش ألحقت إصابات مباشرة بعدد من العناصر الإرهابية خلال المواجهات المسلحة في “جبل السلوم” بمحافظة القصرين، الواقعة غرب البلاد على الحدود مع الجزائر.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، محمد بن زكري، في تصريحات إعلامية، إن “تشكيلة عسكرية اشتبكت مع مجموعة إرهابية أثناء مهمة عملياتية في جبل السلوم، تم خلالها تحقيق إصابات مباشرة بعدد من الإرهابيين، وأصيب عسكريان اثنان بجروح غير بليغة خلال العملية، وتم نقلهما إلى المستشفى العسكري، وحالتهما مستقرة”.
وتنتشر وحدات عسكرية في الشريط الحدودي مع الجزائر حيث تنشط خلايا إرهابية منضوية تحت تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب” و”داعش”، ويتحصنون بالجبال الغربية بمحافظات الكاف والقصرين وجندوبة وسيدي بوزيد.
امتداد في المدن
ويقدر العميد المتقاعد والرئيس السابق للجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، مختار بن نصر، في تصريح لـ”اندبندنت عربية”، أن “الفكر الإرهابي موجود في تونس، والعناصر الإرهابية لم تنتهِ بعد، على الرغم مما تحقق في الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب، التي تتكون من انتشار ميداني، وعمل استعلاماتي، وملاحقات أمنية وعمليات استباقية، حقق من خلالها الجيش والأمن الوطنيين نتائج مهمة”.
ويضيف ابن نصر أن “وحدات الجيش الوطني وقوات الأمن أكدت استعدادها وجاهزيتها للعمليات الإرهابية، وتم القضاء على عدد من العناصر الإرهابية المتحصنة في الجبال، وكذلك إيقاف عدد من الخلايا النائمة في المدن التونسية”، مشيراً إلى أن هذه العناصر تستهدف إرباك الدولة.
ويعتبر العميد المتقاعد في الجيش التونسي، أن “هذه العناصر لها اتصالات، وتعاون في ما بينها، ولها أيضاً امتداد داخل المدن، داعياً إلى مزيد اليقظة المجتمعية للتصدي للإرهابيين، وتعزيز استعدادات الدولة الميدانية والاستخباراتية لمواجهة هذه الظاهرة”.
ويشدد ابن نصر على أن “الانتشار العسكري الميداني والعمل الاستخباراتي سيمكنان من التصدي لتحركات المجموعات الإرهابية”.
استغلال الوضع الاقتصادي
من جهته، يربط الكاتب المتخصص في الفكر الإسلامي وحركات الإسلام السياسي والجماعات الإرهابية، عبيد الخليفي، في تصريح خاص، “التحركات الإرهابية الأخيرة بتراجع الوضع السياسي والاجتماعي في البلاد”، لافتاً إلى أن هذه العناصر تستثمر في مناخ عدم الاستقرار وتستغل لحظات ضعف الدولة.
ويرى الخليفي أن “إرهاب الجبل، في تواصل دائم مع إرهاب المدن، من خلال الخلايا النائمة، التي مرت بلحظات ارتباك وتراجع نفوذها بسبب العمل الاستخباراتي الكبير لوحدات الأمن والجيش، بخاصة خلال الفترة الممتدة من 2015 إلى 2017، التي تم فيها تفكيك عدد كبير منها”.
ويقدر الكاتب المتخصص في الفكر الإسلامي، أن “إرهاب الجبل يتشكل من خلايا متكونة من عناصر فارّة من العدالة، ومطلوبة للوحدات الأمنية، استوطنت الجبل، وتدرس جيداً تحركاتها لتأمين المؤونة”.
ويلاحظ الخليفي أن هذه “المجموعات حاولت النزول إلى المدن لتوفير حاجاتها الأساسية، وهي تستغل انشغال الدولة بمسائل اقتصادية واجتماعية، إلا أن القوات العسكرية كانت متفطنة وبادرت بإطلاق النار واستهدفتهم بشكل مباشر”.
وخلص الخليفي إلى “ضرورة اليقظة”، محذراً من “مرور المسلحين الإرهابيين، من حالة الكمون إلى حالة النشاط”، معتبراً أن “هذه العملية معزولة في السياق العام للفعل الإرهابي”.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الجبال كانت خلال السنوات الماضية مسرحاً لعمليات إرهابية دامية نفذها متطرفون واستهدفت قوات الجيش والأمن.
independentarabia