تتجه الجزائر وتركيا بالسرعة القصوى نحو فصل جديد في الشراكة بين البلدين بمبدأ رابح رابح، واستثمارات فعلية خالقة للثروة، وبشعار “تاريخنا مشترك فلماذا لا يكون مستقبلنا مشتركا”.
في هذا السياق، قال وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب إن بين الجزائر وتركيا تاريخا مشتركا وقواسم حضارية وثقافية واجتماعية، نسجت فصولها عبر عدة قرون، وشدد على أن للاستثمارات التركية بالجزائر إسهاما في تنويع الاقتصاد الوطني.
وذكر وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، خلال كلمة له بمناسبة افتتاح اشغال الدورة الـ11 للجنة المشتركة الجزائرية التركية، بفندق الأرواسي، بحضور نظيره التركي، فتحي دونمز، أن الاستثمارات التركية في الجزائر لها تموقع هادف وكذلك الاستثمارات الجزائرية في تركيا، وهناك طموح لتوسيع مجالها لتشمل أبعادا اقتصادية حيوية.
وشرح محمد عرقاب للوزير التركي والوفد المرافق له، مجالات الاستثمار الواعدة في الجزائر، على غرار المحروقات من خلال نشاطات البحث والاستكشاف والتنقيب والصناعات البيتروكيماوية، إضافة لقانون المحروقات الجديد وما يوفره من مناخ ملائم للاستثمار.
كما عرض عرقاب على الطرف التركي الاستثمار في مجالات إنتاج ونقل الكهرباء وتنويع المزيج الطاقوي الوطني، فضلا عما يوفره قطاع المناجم على غرار الحديد والفوسفات والزنك ومعادن أخرى.
وكشف عرقاب عن توقيع اتفاقية مع الجانب التركي في مجال الصحة البيطرية على هامش أشغال الدورة اللجنة المشتركة بين البلدين، كما يجري التحضير لتوقيع خمس اتفاقيات جديدة تخص قطاعات حماية المستهلك ومراقبة نوعية المنتجات، واتفاق تعاون في مجال العمل والتشغيل، ومذكرة تفاهم لإنشاء الغرفة الجزائرية التركية للتجارة والصناعة، ومذكرة تفاهم بين المدرسة العليا الجزائرية للقضاء وأكاديمية العدل التركية، ومذكرة تفاهم في مجال البيئة.
وتحدث الوزير عرقاب عن استثمارات جديدة لشركة توسيالي للحديد والصلب باستثمار إجمالي قدره 1.7 مليار دولار لإنتاج الحديد المسطح ما يشجع على بحث فرص جديدة للشراكة.
من جانبه، صرح وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونمَز، أن مجموع استثمارات بلاده في الجزائر يقدر بنحو 5 مليار، خصوصا في صناعة الحديد والصلب والنسيج ما ساهم حسبه في خلق 30 ألف منصب عمل للجزائريين.
ووفق الوزير التركي، فإن بلاده تهدف إلى جعل الجزائر بوابة نحو إفريقيا والمنطقة ككل، بالنظر لكون الجزائر تعد ثامن بلد من حيث حجم استثمارات الشركات التركية عبر العالم، كما أن استثمارات الشركات التركية في الجزائر هي الأهم في القارة الإفريقية (5 مليار دولار).
وفي كلمته لدى افتتاح أشغال اللجنة المشتركة، عبر الوزير التركي عن مساعي بلاده لتعزيز الشراكة والعلاقات مع الجزائر على مختلف الأصعدة، خصوصا أن البلدين لهما ماض مشترك ويمكن أن يكون مستقبلهما كذلك، وقال في هذا الصدد: تاريخنا مشترك فلماذا لا يكون مستقبلنا مشتركا أيضا”.
وكشف وزير الطاقة التركي عن رغبة بلاده في زيادة وارداتها من الغاز المسال الجزائري “جي.أن.أل”.
وقال في هذا الصدد: “عقود توريد الغاز المسال لصالح شركة بوتاش من طرف سوناطراك تنتهي بعد فترة ونحن نرغب في زيادة كميات الغاز التي نشتريها من الجزائر”.
المصدر الشروق