سوق السيارات يدخل مرحلة جديدة بعد الاتفاق مع فيات الإيطالية

0
مشاركة
41
مشاهدة
موقع المغرب العربي الإخباري :

بعد أكثر من أربع سنوات من الركود، يستعد سوق السيارات في الجزائر لدخول مرحلة جديدة، وذلك بتوقيع وزارة الصناعة الجزائرية مع مجموعة “ستيلانتيس” العالمية للسيارات، على اتفاق يقضي بتصنيع سيارات “فيات” الإيطالية بالجزائر لأول مرّة في التاريخ.

وأعلنت الحكومة الجزائرية عن هذه الخطوة الهامة، بعد أيام قليلة من اتخاذ الرئيس عبد المجيد تبون، لقرار آخر طال انتظاره.

ويتعلق القرار بالسماح للمواطنين باستيراد السيارات المستعملة والتي لا تجاوز عمرها الثلاث سنوات، مع تمكين المتعاملين المباشرين لنشاط التصنيع من الاستيراد مستقبلا.

وبهذا الشكل تكون الجزائر قد أعادت إحياء مشروع “فيات” القديم بعد 35 عاما، حيث كان من المقرر أن تدخل الشركة الإيطالية السوق الجزائرية في عهد الرئيس الجزائري الراحل الشاذلي بن جديد سنة 1986، عن طريق إنشاء مصنع ضخم للسيارات في محافظة تيارت (غرب البلاد)، قبل أن يتعثر المشروع لعدة أسباب اقتصادية وأمنية، بسبب العشرية السوداء التي مرت بها البلاد.

ويرى الخبراء في مجال الاقتصاد أن سوق السيارات في الجزائر سيشهد انتعاشة كبيرة بحلول عام 2023، وتراجعا في أسعار السيارات المستعملة، بما سيحقق للمئات من الجزائريين حلم اقتناء سيارتهم الخاصة.

وقال وزير الصناعة الجزائري أحمد وغدار: “سيارات (فيات) سيكون متاح في الجزائر بنهاية عام 2023”.

ووعد الرئيس المدير العام لمجموعة ستيلانتيس، كارلوس تافاريش، بجلب “فيات” لأفضل أنواع السيارات للجزائر وبأسعار معقولة.

ويرى خبراء الاقتصاد أن دخول المنافس الإيطالي للسوق الجزائرية يشكل صدمة كبيرة للشركات الفرنسية، ومؤشرا حقيقيا على نهاية الحلم الفرنسي في السيطرة على الأسواق الاقتصادية للصناعات الضخمة في الجزائر.

وخلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر، قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة مصنع “رونو” للسيارات بمدينة وهران في محاولة أخيرة لإنقاذه.

وافتتحت الشركة الفرنسية (رونو) أول مصنع للسيارات بمدينة وهران عام 2014.

وواجه المشروع الفرنسي العديد من المشاكل، أدت إلى توقف نشاطه سنة 2017، حيث اضطرت الشركة لتسريح أزيد من ألف عامل بسبب الصعوبات المالية.

وقال الخبير الاقتصادي محمد حميدوش لموقع “سكاي نيوز عربية”: “الفرنسيون سيسعون بكل الطرق لإعادة نشاط المصنع، من أجل الحفاظ على مكانة رأس المال الفرنسي في الجزائر، وقد أكدت الشركات الفرنسية على استعداها لتصحيح أخطاء الماضي”.

وأدت الوضعية المضطربة لسوق السيارات في الجزائر، إلى ارتفاع كبير في أسعار السيارات المستعملة، وصلت إلى الضعف مع ارتفاع أسعار قطاع الغيار.

ويؤكد الخبير الاقتصادي الجزائري، نباش يونس، أن الحكومة أوقفت استيراد السيارات للحفاظ على احتياطيات النقد الأجنبي (بلغ استيرادها بحسب أرقام وزارة الصناعة حدود 4.3 مليار دولار في المتوسط سنويا)، وهو ما أثر على حالة السوق الذي ظل يشهد تبذبذا منذ عام 2012، حيث كانت الجزائر تستورد سنويا حوالي 450 ألف سيارة.

وقال نباش لموقع “سكاي نيوز عربية”: “أسعار “فيات” مناسبة جدا للقدرة الشرائية للمواطن الجزائري، حيث يقدر متوسط سعر السيارات الجديدة التي سيتم تسويقها في الجزائر بـ15 ألف يورو وهو ما يعادل مبلغ قدره “280 مليون سنتيم جزائري”، وهو مبلغ مقبول مقارنة بأسعار السيارات المستعملة المطروحة للبيع في الجزائر حاليا”.

ويتزامن ذلك، مع استعداد “فيات” لطرح سيارة “فيات إيكس 500” الجديدة كُلِّيًّا من الجيل الثاني، والتي من المقرر أن تدخل السوق بحلول عام 2024.

سكاي نيوز
اللاحق

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءةً

أحدث العناوين