لم ينس التونسيون هذه الشخصيات السياسية المهمة، التي دافعت عن حقوقهم وواجهت المخططات الاستعمارية، وقد نادوا بأصوات مرتفعة لا للقمع لا للاعتقالات لا لكتم الأفواه، هكذا تظاهر آلاف التونسيين وهم يحيون الذكرى الثامنة لاغتيال السياسي التونسي شكري بلعيد، وطالب المتظاهرون بكشف الحقيقة وكشف الجناة المتورطين ومحاسبتهم، ولا يخف عن الأذهان المتهم الأول في جرائم الاغتيالات في تونس وهو الكيان الصهيوني، والذي سعى لسنوات لتفتيت تونس وإضعافها سياسيا واقتصاديا عبر ضرب المنشآت السياحية والصناعية بواسطة أجندته المتطرفة التكفيرية.
وفرض الأمن التونسي طوقا أمنيا حول وسط المدينة ومنع المتظاهرين من دخول شارع بورقيبة، كما وعبر المتظاهرون عن غضبهم بسبب الانتهاكات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية، وهذا ما يشير إلى تراجع الحريات في تونس بعد أن كانت من الدول المشهورة بالديمقراطية وفي التعبير عن الرأي.
وقد اغتيل شكري بلعيد يوم 6 فبراير 2013 أمام منزله عن عمر 49 سنة، وقد وجهت أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى الموساد الصهيوني، وإلى الآن لا تزال التحقيقات جارية لكشف الجناة، إلا أن الأوضاع السياسية الداخلية وأيضا الاقتصادية أدت إلى تفاقم غضب الناس والعاطلين عن العمل، وأصبحوا يرون أن جميع الحلول بعيدة المدى بسبب الفساد وصعوبة المعيشة، فبعد أن حلم التونسيون بعيش رغيد عقب اندلاع الثورة وكانوا يتوقون إلى قطف ثمارها، أصيبوا بخيبة أمل وخصوصا شريحة الشباب والخريجين، فهم أكثر الشرائح مظلومة في تونس لعدم تحقق أحلامهم بعد معاناة سنوات من الخلافات السياسية وأزمات المنطقة.