في ظل التوترات السياسية المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط، أثيرت تساؤلات حول إمكانية تحالف الدول العربية مع إسرائيل لمواجهة إيران. جاءت هذه التساؤلات بعد الدعوة التي وجهها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي. في هذا السياق، استبعد خبراء متخصصون، من بينهم الخبير الأمني والسياسي محمد الطيار، إمكانية مشاركة المغرب في أي تحالف من هذا النوع. في هذا المقال، سنستعرض آراء الخبراء والعوامل التي تؤثر على موقف المغرب من هذه الدعوة.
موقف المغرب من الدعوة الإسرائيلية
تصريحات محمد الطيار
قال الخبير الأمني والسياسي محمد الطيار إن “المغرب لا يمكن أن يشارك في أي تحالف يدعو له نتنياهو، خاصة أن الرباط بعيدة كليًا عن سياسة رئيس الحكومة الإسرائيلي الحالي”. وأضاف أن “دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلي لن تجد أي استجابة من جانب الدول العربية، رغم التوترات مع إيران، في حين أن المغرب أدان بشكل واضح وصريح عمليات القتل في غزة”.
الأسباب وراء موقف المغرب
التباعد السياسي
أحد الأسباب الرئيسية وراء موقف المغرب هو التباعد السياسي بين الرباط وسياسات رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. يعتقد الطيار أن نتنياهو يسعى من خلال هذه الدعوة إلى تقليب الأوضاع في المنطقة وجرها لتوترات بين الدول العربية وبعضها وكذلك مع إيران، لتستفيد إسرائيل من هذه التوترات وحالة التشرذم.
العلاقات مع إيران
رغم التوترات القائمة بين المغرب وإيران، خاصة بعد تورط جماعات مدعومة من إيران لجبهة البوليساريو، يرى الطيار أن التقارب بين إيران والدول العربية عرف بعض التقدم. غير أن المشاورات بين الرباط وطهران ليست واضحة في الوقت الراهن، مما يعزز من صعوبة مشاركة المغرب في أي تحالف ضد إيران.
تأثير الدعوة الإسرائيلية على المنطقة
التوترات الإقليمية
يرى الخبراء أن دعوة نتنياهو لتحالف ضد إيران تهدف إلى إشعال المنطقة ومنع التقارب العربي الإيراني. يسعى نتنياهو من خلال دعوته لتحالف “إبراهام”، إلى جانب الدول التي وقّعت اتفاقيات سلام في وقت سابق مع إسرائيل، إلى تحقيق أهداف سياسية تخدم مصالح إسرائيل.
الاستجابة العربية
من المتوقع أن تجد دعوة نتنياهو استجابة محدودة من جانب الدول العربية. رغم التوترات مع إيران، فإن العديد من الدول العربية تسعى إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة من خلال الحوار والتفاهم، بدلاً من الدخول في تحالفات عسكرية تزيد من حدة التوترات.
العوائق أمام التحالفات العربية الإسرائيلية
التباينات السياسية
تواجه الدعوة الإسرائيلية لتحالف ضد إيران عوائق كبيرة بسبب التباينات السياسية بين الدول العربية وإسرائيل. تختلف السياسات والمواقف بشكل كبير بين الدول، مما يجعل من الصعب تحقيق توافق حول مثل هذه التحالفات.
القضايا الإقليمية
تلعب القضايا الإقليمية دورًا كبيرًا في تحديد مواقف الدول من الدعوات للتحالفات. يعتبر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من أبرز القضايا التي تؤثر على مواقف الدول العربية من التعاون مع إسرائيل. أدانت المغرب بشكل واضح وصريح عمليات القتل في غزة، مما يعكس التزامها بدعم حقوق الشعب الفلسطيني.