قضية أشغلت أذهان التونسيين وأذهلتهم بسبب حكم بالسجن هو بمثابة الإعدام، فعندما يخرج شاب من السجن وهو في منتهى العمر فكأنما حكمنا عليه بالإعدام، ثلاثون عاماً بجرم تعاطي القنب المخدر داخل ملعب لكرة القدم، أم تذرف الدمع على ابنها الذي ضاع مستقبله، وأخرى تجلس ونظرتها تائهة والحزن باد عليها، وهي تقول بهدوء أن الخبر كان صدمة حلت بي، الآلام لا تفارق جسدي إلى اليوم، ضغطي مرتفع وابني استهلك هذه المادة لكن لماذا هذه القسوة في الحكم.
وهناك أم أيضاً قالت هذا الحكم بمثابة الإعدام، وكأنهم قتلوا ابني، لقد قضوا على مستقبله وحياته، ابنها البالغ من العمر 21 عاما طالب في مركز للتكوين المهني لتعلم مهنة صناعة المجوهرات، وأضافت أخته قائلة “أخي فيصل مرهق نفسيا، الفتاة التي أحبها لم يتمكن من الزواج منها، كلنا تزوجنا وهو لا، هو متعب نفسيا، يشعر باليأس فيلجأ إلى القنب، كهروب من واقعه المرير، هو آذى نفسه لم يقتل ولم يغتصب”.
حكم يراه معظم التونسيين بأنه قاس ويجب تعديل هذا القانون، الذي أرسي عام 1992 وتم تنقيحه في 2017 يجرم تعاطي مادة القنب الهندي ويعاقب على استهلاكها داخل مؤسسات عمومية سواء كانت سجنية أو صحية أو رياضية، كما نددت منظمات حقوقية هذا الحكم ودعت إلى مظاهرات للمطالبة بتعديله، وما يثير المخاوف هو وجود ما يقارب 120 ألف شخص في السجون بسبب القنب الهندي.
وستعقد الرابطة التونسية لحقوق الإنسان الثلاثاء المقبل جلسة لاستئناف الحكم، هذا الموعد هو بمثابة أمل مرتقب لتلك الأمهات، اللواتي ناشدن الرئيس سعيد بإصدار عفو تشريعي على أبنائهن، وإنقاذ مستقبلهم