أكد سفير الجزائر بباماكو رياش الحواس، أن الجزائر تبذل جهودا من أجل إحلال السلام بين الماليين على أساس اتفاق السلام والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر، مشددا على أن مبادئ هذا الاتفاق جد واضحة ودقيقة، وترتكز على احترام السلامة الترابية لهذا البلد وسيادته ووحدته الوطنية.
أوضح الحواس، في تصريح للصحافة على هامش مائدة مستديرة حول “العلاقات التاريخية والتجارية والثقافية والانسانية بين منطقة توات (بالجزائر) ومالي (قديما السودان الغربية) من القرن 12 الى القرن 19″، اشتركت في تنظيمها بباماكو كل من سفارة الجزائر بمالي وجمعية أصدقاء الجزائر، أن الزيارة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، إلى باماكو مؤخرا، تهدف إلى إرساء “حوار مع الإخوة الماليين على أعلى مستوى من أجل إحراز تقدم مستديم في مسار السلام بمالي”. كما ذكر بأن هذا المسار “تضطلع فيه الجزائر بدور قيادة الوساطة الدولية والتي هي متمسكة به بشدة من أجل مساعدة الإخوة الماليين على تجاوز وضعية الانسداد الحالية”.
وأكد الدبلوماسي الجزائري، أن هذا اللقاء يكتسي أهمية خاصة، مشيرا إلى أن الموضوع المختار يأخذ بعين الاعتبار مسار اقامة العلاقات بين الجزائر ومالي. وأضاف في نفس السياق، أن هذه المائدة المستديرة تؤكد على أهمية الموضوع المعالج بالنظر إلى ثقله في سيرورة مسار إقامة العلاقات بين شعبينا وتفاعلاتنا”، مشيرا إلى أنها “تولي أيضا أهمية للدور الحاسم الذي يجب على هذا المسار أن يلعبه في رسم مستقبلينا المشتركين وتدعو إلى تحديد أفضل الاسهامات واستقاء الدروس المفيدة”.
تجدر الإشارة إلى أن المائدة المستديرة كانت مناسبة للمحاضرين لإعطاء مزيد من التوضيحات للحضور حول العلاقات الثقافية والدينية والاقتصادية بين الجزائر ومالي. وتم في هذا الصدد تقديم العديد من التوضيحات حول هذا الموضوع خاصة منها المكانة والدور التاريخي للمخطوطات في فضاء الساحل والصحراء، حيث تم تقديم مداخلات حول المبادلات العلمية والثقافية بين منطقتي توات وتومبوكتو في القرنين 14 و16، وكذا حول العلاقات الاجتماعية والتجارية بين توات و منطقتي غاو و تومبوكتو خلال القرنين المذكورين.
المساء