استيقظ الجزائريون على جريمتي قتل لامرأتين بالمطرقة والساطور في ولايتين مختلفتين، ما جعل ناقوس الخطر يُدق بخصوص استفحال الظاهرة.
فقد قتلت صباح الثلاثاء فاطمة الزهراء بكار، البالغة من العمر 28 سنة، التي قتلها زوجها بواسطة ساطور على الرأس، بحي 140 مسكن ولاية البويرة.
وفاطمة وهي أم لرضيعة (سنتين ونصف)، قتلها زوجها بعد ثلاث سنوات من الزواج، حيث وضع الموسيقى بصوت عال في المنزل، وعذّبها لمدّة طويلة وقتلها بساطور على رأسها.
قبل تلك الجريمة بأيام، توفيت أنيسة مراكش، صاحبة الـ 37 سنة، وهي أم لأربعة أطفال، قتلها زوجها بمطرقة وهي نائمة بحي عين الرمانة دائرة موزاية ولاية البليدة.
وبحسب التحقيق، فإن الضحية سبق لها أن رفعت قضية خلع ضد الجاني بسبب العنف المتكرر.
وفي تصريح لـ”العربية.نت” قالت العضوة في مجموعة “لا لقتل النساء”، كنزة خاطو: “أحصينا منذ الفاتح من شهر يناير من السنة الجارية 20 امرأة مقتولة، وأربع نساء ناجيات من القتل. هذه الأرقام هي فقط الأرقام التي تمكّنا من تجميعها والأرقام الفعلية أعلى من ذلك بكثير”.
وأضافت الناشطة والصحافية: “أحصينا منذ بداية عملنا على جرائم قتل النساء ما مجموعه 287 حالة قتل، منها 228 حالة قتل للنساء في الفترة الممتدة بين 2019 و2022، و39 حالة قتل النساء عام 2023”.
وبالمقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية: “أحصينا في الفترة الممتدّة من الفاتح يناير إلى غاية يوم 15 يونيو من السنة الماضية، 15 حالة قتل، ما يعني ارتفاعا بـ5 حالات”.
وعن فظاعة الجرائم المسجلة، أضافت خاطو: “أوّلا تجدر الإشارة إلى أن 71 بالمئة من هذه الجرائم تحدث داخل المنزل سواء العائلي أو الزوجي، ومرتكبو هذه الجرائم هم الشريك أو الشريك السابق بنسبة 51 بالمائة، أو أحد أفراد العائلة بنسبة 37 بالمائة.. والأسلوبان الأكثر استخدامًا في هذه الجرائم هما القتل طعنًا بنسبة 22 بالمائة والذبح بنسبة 21 بالمائة، تليهما جرائم القتل رميًا بالرصاص والضرب. كما تُستخدم أيضًا أساليب أخرى، مثل إضرام النار في جسد الضحية، أو حرق الجثة بعد قتلها، أو الخنق، أو الرجم، أو دهس الضحية بسيارة أو شاحنة وغيرها. كما أنّه في 65 بالمائة، من حالات قتل النساء استخدم الجناة سلاحًا (سكين، سلاح ناري، الحجارة، النار، فأس، مفك، يد المهراس، طنجرة الضغط، مشجب المعاطف، أسطوانة الغاز، كيس بلاستيكي أو حبل أو خمار أو وسادة لخنق أو كبت نفَس الضحية وغيرها)”.
كما أوضحت محدثتنا أن “الجناة في كثير من الأحيان يوجّهون العديد من الطعنات للضحايا، نذكر على سبيل المثال حالة عائشة ميدون التي قُتلت بست عشرة طعنةً على يد زوجها في أكتوبر 2021 في المدية، أيضًا كنزة سعدات، 17 عاما، قطع والدها رأسها وقطّع أوصالها، ثم بعثر أعضاءها في غابة إعكوران بتيزي وزو في فبراير 2021. أيضًا “خديجة ب” قُتلت بسبع عشرة طعنة على يد زوجها في سبتمبر 2019. كذلك س.م، ضربها زوجها واقتلع إحدى عينيها قبل أن يذبحها أمام بناتها، في مايو 2019 في أم البواقي… وغيرها من الحالات التي يُمكن من خلالها ملاحظة وحشية الجناة”.
وعن أسباب الجرائم قالت إنها “قائمة على التسلط الذكوري، وتأتي بعد سلسلة من العنف القائم على كراهية النساء، يشمل التحرش الجنسي والعنف النفسي والعنف الجسدي والاغتصاب وغيرها من أشكال العنف الأخرى”.
كما أدانت خاطو “تبرير هذه الجرائم سواء من طرف المجتمع أو وسائل الإعلام، فمثلا هناك مبرّر الغيرة، والانفصال بحيث الجناة يظنون أنّهم يملكون تلك الضحايا ويرفضون فكرة الرحيل، أيضًا العنف الزوجي والعائلي إضافة إلى الشرف والخيانة الزوجية والاضطرابات العقلية التي يتخذها الجناة كسبيل واستراتيجية للتنصّل من المسؤولية”.
المصدر : العربية