أعلن عمدة مارسيليا “بونوا بايان” -خلال حفل رسمي- تسمية مدرسة تقع في الدائرة الثالثة باسم المقاتل الجزائري “أحمد ليتيم” الذي شارك في تحرير المدينة من النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، في مبادرة أشعلت موجة من ردود الفعل في فرنسا.
أحمد ليتيم مقاتل جزائري في صفوف الجيش الفرنسي
وأحمد ليتيم هو جزائري ولد بالقرب من قسنطينة (شرقي الجزائر) واغتيل في 25 أغسطس/آب 1944، أثناء معركة تحرير مارسيليا، عن عمر ناهز 24 عاما، بعد أن وصل رفقة مجموعة كبرى من المقاتلين إلى المدينة تحت لواء الجنرال “دي لاتر دي تينيغي” في إطار حملة تجنيد قادها الجيش الفرنسي في المستعمرات الأفريقية خلال الحرب العالمية الثانية.
لكن المثير للاهتمام في قرار عمدة مارسيليا، هو أن ذات المدرسة، سميت سابقا باسم المارشال بيجو الذي اشتهر بسياسة الأرض المحروقة، خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر.
حيث اشتهر بأقسى طرق التعذيب في العالم، وأمر خلال سنوات احتلال الجزائر بإشعال النار في كهوف منطقة الظهرة في مستغانم بعد أن لجأ إليها السكان هربا من بطش الاحتلال الفرنسي.
وفي كلمته التي نشرها حساب المدينة عبر تويتر- قال بايان إن الفرنسيين أحرار اليوم بفضل التضحيات التي قدمها ليتيم ورفاقه من أجل طرد النازيين من كافة التراب الفرنسي.
عمدة مارسيليا يطلق اسم أحمد ليتيم على مدرسة
وبينما استحسن العديد من النشطاء قرار بايان مؤكدين على أنه ينم على شجاعة سياسية امتلكها العمدة من أجل التوقف عن تمجيد رجل ارتكب جرائم حرب، وإعادة الاعتبار للذين ضحوا بأنفسهم في سبيل تحرير فرنسا.
عبر ناشطون وأنصار تيار اليمين المتطرف الفرنسي -عبر السوشيال ميديا- في المقابل عن امتعاضهم مما أسموه بـ “سياسة الخضوع الفرنسية للأجانب المهاجرين”.
و اعتبروا أن إعادة تسمية مدرسة في مارسيليا (الفرنسية) باسم مقاتل جزائري، هي تجسيد واضح لتلك السياسة، على حد تعبيرهم.
ويرى هؤلاء المغردون أن عمدة مارسيليا (الاشتراكي) شخصية خاضعة لأيديولوجيا “الاستبدال العظيم”، وهي النظرية التي يروج لها اليمين المتطرف على أنها مؤامرةٌ على العرق الفرنسي وسعيٌ نحو استبداله بأفارقة وعرب وآسيويين.
وتحظى نظرية الاستبدال العظيم، وهي نظرية مؤامرة يمينية، تنص على أن السكان الفرنسيين الكاثوليك البيض، والسكان الأوروبيين المسيحيين البيض عمومًا، يجري استبدالهم بشكل منتظم بغير الأوروبيين، خاصة السكان العرب، البربر، الشرق الأوسطين والشمال إفريقيين والأفريقيين من جنوب الصحراء من خلال الهجرة الجماعية والنمو السكاني.
و تربط هذه النظرية على وجه الخصوص بوجود المسلمين في فرنسا الذي يرى اليمين المتطرف، والحركات الشعوبية أنه ينبىء بخطر محتمل وبتدمير الثقافة والحضارة الفرنسية.