من ليبيا إلى سوريا والعراق وأفعانستان، وصولا إلى تونس. لم تسلم شعوب العالم العربي من بطش التيارات الدينية المتشددة.
آلاف من الشباب التونسي كانوا وقودا لهذه التيارات التي ارتكبت مجازرها، في كل مكان، بلا رحمة.
فريق برنامج “مهمة خاصة” انطلق من مدينة بن قردان التونسية المتخامة للحدود مع ليبيا. الفريق اقتفى أثر، من كانت مسالك المدينة البرية طريقهم نحو ليبيا، لمعرفة الدوافع والأسباب الخفيّة وراء التحاق الشباب بالجماعات المتشددة.
شبكات تسفير عالمية وعصابات تهريب وجماعات إرهابية تنشط في “بن قردان”، حيث أحبطت السلطات التونسية العام 2016 محاولات لضرب الدولة وإقامة ما يُعرف بدولة الخلافة الاسلامية.
أحياء تونس العاصمة الراقية شهدت هي الأخرى عمليات تجنيد واسعة لشبابها الميسور بدوافع ما زالت تثير الحيرة لدى السلطات والآباء على حد سواء، بعدما تسربت إلى أذهان الفتيان سموم وأفكار تشربوها داخل بعض مساجد تلك الأحياء.
مدينة بنزرت شمال العاصمة تونس واحدةٌ من أكثرِ محافظات الجمهورية التي عرفت موجة كبيرة لالتحاق شبابِها بجبهات القتال.
40 شابا، ممن توجهوا إلى سوريا، عقب انطلاق الثورة مباشرة في 2011، كانوا يعتقدون يومها أنهم سيسهمون في نصرة إخوانهم السوريين من قبضة نظام الأسد.
جمعياتُ المجتمع المدني تولّت البحث عن أبناء تونس المفقودين وسط معمعة الجماعات المسلحة في عدد من بؤر التوتر بعدما حظيت الحركات الجهادية والعناصر المتشددة في تونس بالتساهل من قبل الدولة وأجهزتها تحت حكم “الترويكا” بقيادة حركة النهضة.
أحكام أولية بالسجن تراوحت بين خمس سنوات وأربع وسبعين سنة، أصدرتها محكمة تونسية على مدانين بجرم إرسال تونسيين إلى بؤر التوتر والإرهاب في سوريا وليبيا. خطوةٌ نحو المحاسبة انتظرَها كثيرون.
وكالات