أشهر صعبة جداً مرت على العالم من هذا الوباء الخطير الذي أزهق أرواح الآلاف ولا يزال هو الشبح الذي يلاحق أصحاب العمل وطلاب المدارس والمسافرين، لقد تسبب فيروس كورونا بأزمات لم تكن متوقعة من قبل العالم الذي كان يعيش بتطور متواصل ووضع اقتصادي جيد، طبعا هذا الحال أو تلك الحياة لا تشبه شيئاً في دول الشرق الأوسط، وخصوصاً البلاد التي عصفت بها ثورات وإلى الآن تعاني من توترات أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية أيضاً.
بدأ التنافس الآن من قبل شركات الأدوية في عدة دول، والآن أصبحت حصص اللقاحات توزع على دول الشرق الأوسط وعلى الدول التي عجزت عن تصنيعه، فقد نقلت وكالة رويترز الأمس أن فلسطين وتونس ستكونان من أول الدول التي ستستفيد من الدفعات الأولى للقاحات كورونا من برنامج منظمة الصحة العالمية كوفاكس COVAX.
وأضاف اموقع بأنه من المتوقع أن تتسلم السلطات الفلسطينية 37 ألف جرعة من لقاح فايزر ضد فيروس كورونا، بداية من منتصف فبراير الجاري، في الوقت الذي ستستقبل فيه تونس 93600 جرعة، وهذا ما صرح به ربك برينان مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية في الشرق الأوسط، وأن الشخص يحتاج إلى جرعتين للوقاية من هذا الفيروس.
كما جاءت تحذيرات من قبل المنظمة بأن أي تأخير في وصول لقاحات كورونا للدول النامية وذات الوضع الاقتصادي الأضعف، سيؤدي إلى زيادة انتشار سلالات فيروس كورونا المتحور التي يمكنها أن تكون أكثر قدرة على الانتشار وأكثر مقاومة للعلاج.
إن معظم الدول في الشرق الأوسط في وفي أفريقيا تعاني من وضع اقتصادي صعب، بسبب الأزمات السياسية وبسبب الحروب التي تسببت بتدمير كل شيء، فالاهتمام بهذه الدول من ناحية تأمين اللقاح لها هو بثابة إبعاد خطر انتشار كورونا عن كل العالم، لأن من تسبب بهذه الحروب هي الدول المهيمنة التي استفادت من بيع السلاح وإبعاد خطر الفكر المتشدد عن مجتمعاتها.