نظمت سباق الدراجات الجمعية التونسية للتشجيع على استعمال الدراجة ووزارة النقل، بهدف تشجيع المواطنين على استخدام الدراجات ووسائل النقل العام والحد من الاعتماد على السيارات الخاصة في المدن المكتظة بالسكان.
وتقول بشرى منسي وهي منسقة مشاريع بالجمعية التونسية للتشجيع على استعمال الدراجة “تحتفل الجمعية التونسية للتشجيع على استعمال الدراجة ووزارة النقل والخدمات اللوجستية التونسية لأول مرة باليوم العالمي بدون سيارات، ويهدف هذا اليوم بالفعل إلى تقليل السفر بالسيارات الخاصة لتقليل حركة المرور أيضا ومقاومة التلوث الجوي. وبالتالي يوصى بالانتقال في وسائل النقل العام، واستخدام الدراجة أو السير على الأقدام”.
ومن بين راكبي الدراجات موني قريصة وهي مهندسة متطوعة في الجمعية قررت الذهاب إلى العمل يوم الأربعاء على دراجتها وترك السيارة بالمنزل.
تقول “اليوم 22 سبتمبر اليوم العالمي بدون سيارات. قررت الذهاب إلى العمل بالدراجة الهوائية، وأترك السيارة في المنزل وفي المساء هناك تظاهرة تونس بالدراجة من تنظيم جمعية الدراجات. سأذهب معهم لنوصل صوتنا ونقول إننا موجودون”.
وأضافت “أنا دائما أفضل الدراجة على استخدام السيارة عندما يكون الاختيار بيدي وأشجع أي شخص محاولة استعمال الدراجة، فإذا أعجبته يستطيع أن يواصل بها”.
وتتمنى قريصة لو تستطيع في يوم من الأيام ترك سيارتها الخاصة للأبد، وتشجع التونسيين الآخرين على أن يفعلوا الشيء نفسه. وتقول “إنها تجربة جميلة جدا”.
تتطلع المهندسة الشابة ونشطاء آخرون إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ 2021 ويطالبون السلطات بتطبيق إجراءات سياسية جادة للحد من تأثير تغير المناخ في تونس.
تقول “إن شاء الله في تونس يأتي يوم تكون فيه سياسة الدولة تتجه نحو المحافظة على المحيط، المحافظة على الهواء النظيف الذي نتنفسه لأن هذا الشيء مهم جدا. يجب أن نقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الهواء”.
تطالب موني بالنظر إلى الأمر بمزيد من الجدية وبحوار وطني للمناخ يشبه الحوار الوطني السياسي.
وتوضح “بمناسبة قمة المناخ التي ستقام في شهر نوفمبر ندعو السلطات التونسية لأخذ الأمور بجدية أكثر. يجب عليهم مواكبة التغيرات التي ستحصل في المستقبل. على الأقل أن يسيروا على خطى البلدان المتقدمة للمحاولة فقط حتى على المدى القصير لبناء عقلية مناخية جديدة تحترم البيئة من حيث الصناعيين وعدد السيارات وأهم شيء أخذ الأمور بجدية أكثر. وإذا كانت هناك ضرورة، يجب علينا أن نقوم بحوار وطني للمناخ مثلما نقوم بحوار وطني سياسي”.
ودفعت تونس ثمنا باهظا لتأثير تغير المناخ في السنوات الأخيرة. ففي سبتمبر/ أيلول الجاري، اندلعت حرائق غابات في التلال التي تكسوها الغابات حول مدينة عين دراهم. أتت هذه الحرائق على 2470 فدانا من الغابات. وفي شهر أغسطس /آب الفائت، تعرض شمال تونس لموجة حر شديد مما تسبب في ارتفاع الحرارة إلى درجات قياسية.
من جهتها تقول منسي “المجتمع المدني في تونس يقوم بمهمته ليحد من التلوث البيئي.. أيضا الدولة يجب أن تنخرط كمثال القمة الدولية التي ستقام في الفترة المقبلة. فإن لم تقم الدولة بتفعيل ونص القوانين للحد من التلوث البيئي، فالاحتباس الحراري وتغير المناخ الذي نعيشه في تونس والعالم، فلن نصل لشيء”.
ويقول نشطاء إن ارتفاع الحرارة ونقص المياه وهطول الأمطار بمعدلات كبيرة يهدد بعض الدعائم الأساسية لاقتصاد البلاد، من الزراعة إلى السياحة.
وكانت تونس وقّعت على اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 والتزمت الحكومة بزيادة نسبة الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة إلى 30 بالمائة بحلول 2030 ارتفاعا من ثلاثة بالمائة في 2019.
mcd