اعتاد مغني الراب التونسي الفرنسي سواغ مان أن يشعل مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطعه المصورة وهو يحرق أوراقاً نقدية من فئة 500 يورو ، أما الآن فهو موضع ملاحقة قضائية للاشتباه باحتياله على عشرات المعجبين بقيمة لا تقل عن 1.5 مليون يورو .
و أوقف المغني البالغ 34 عاماً المتحدر من مدينة نيس الساحلية جنوب شرقي فرنسا ، واسمه الأصلي عتاب زعيبت ، في يوليو 2019 وأودع بالسجن التونسي بسبب حوالات مالية مشبوهة على حسابه من سويسرا بأكثر من 6 ملايين يورو .
هذا و حكم عليه القضاء التونسي بعقوبة السجن لخمس سنوات وبدفع غرامة بقيمة مئة ألف دينار (30 ألف يورو) بتهمة تبييض الأموال والاحتيال .
وصادرت الجهات المختصة أملاكه و تقدر قيمتها بخمسة ملايين يورو تقريباً ، فيما تتواصل التحقيقات في فرنسا وتونس في حق مغني الراب الذي حقق شهرة واسعة بوشم شعار الماركة التجارية “لوي فويتون” على رأسه .
توجب الإشارة إلى أن مان عُرف على وسائل التواصل الاجتماعي بملابسه الباذخة البراقة قبل أن يظهر في برامج تلفزيونية في فرنسا وتونس.
شهرته على الإنترنت :
عرَّف زعيبت نفسه باسم ريان سانشيز الذي تركته والدته اليهودية التونسية ووالده البرازيلي وعاش مشرداً في الشارع ، لكن أفراداً من عائلته أكدوا في مداخلات إعلامية في وسائل إعلام تونسية أنه ولد ونشأ في عائلة تونسية فرنسية .
أسس ظاهرة على الإنترنت منذ بداية العقد الماضي ، وجمع الكثير من المال حين كان منسق أسطوانات في إحدى البلدان ، ويدير إمبراطورية افتراضية على مواقع التواصل عبر الإنترنت إذ يتابعه مئات الآلاف على مختلف الشبكات الاجتماعية .
يثار الجدل في إطلالاته الإعلامية خلال السنوات الأخيرة ، خصوصاً من خلال ارتدائه ملابس من ماركات عالمية ومجوهرات وساعات فارهة وظهوره بأفخم السيارات .
“ضجة تعمّر طويلاً” :
أشار في حوار مع صحيفة “لوموند” في العام 2015 انه يثير “ضجة تعمّر طويلاً” ، وتابع : “حققت ثروتي من الإنترنت ثم من العقارات في ميامي وبلد آخر” .
وأوضح خلال إطلالة عبر قناة “كانال بلوس” الفرنسية في 2016 إلى أنه يسعى لترسيخ فكرة أنه بالإمكان تجاوز كل الصعوبات ، غير أن اتهامات كثيرة انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال السنوات الأخيرة تقول عنه أنه احتال عليهم ثم أنشأوا منظمة إثر ذلك في فرنسا .
وبحسب هذه المنظمة التي تحمل عنوان “سواغ أوكسيليوم” فإن قائمة ضحايا عمليات الاحتيال المفترضة تضم خصوصاً العشرات من معجبيه الشباب بين سن 13 و35 عاماً ، وغالبيتهم يتابعونه بهدف الاقتداء بمسيرته وتكوين ثروة في وقت وجيز .
احتيال باسم الإنسانية :
وفق الاتهامات الموجهة إليه ، كان مغني الراب يطلب إيداعات مالية لتمويل مشاريع إنسانية أو خيرية أو تجارية.
وشملت لائحة الضحايا المفترضين عشرات التونسيين والجزائريين والفرنسيين والكنديين ، حيث دفعوا مبالغ مالية من اليورو صغيرة بالمئات وكبيرة بالآلاف ، وحسب المنظمة فإن عدداً من هؤلاء الشباب رفعوا شكاوى قضائية ضده ، لكن آخرين لم يتمكنوا من ذلك لأن “مان” كان يقدم معلومات مغلوطة عن هويته .
ضحايا افتراضية :
أفاد محامون في تونس أنه وخلال عامي 2019 و2020 ، تقدم 21 ضحية مفترضة بشكاوى قضائية في عمليات احتيال لا تقل قيمتها عن 1,5 مليون يورو.
وأصدر القضاء التونسي بمنع سفر المغني في أبريل 2019 .
و أصدرت أيضا بحق “مان” مذكرة توقيف من القضاء الفرنسي بتهمة استغلال الثقة في نوفمبر 2019.
ويقول مهدي الوزير محامي “مان” ، إن التحويلات المشبوهة على حساب المغني من سويسرا كانت موجهة لشراء آلات صناعية في صفقة كان هو وسيطاً فيها ، و أدين مواطن سويسري متخفي في هذه القضية ، بحسب القضاء التونسي .
العلاقات التجارية شمَّاعة لكذبته واحتياله :
إن الشكاوى القضائية المرفوعة ضد المغني من قبل المعجبين ، فيقول محاميه إنها ترتبط بديون غير مسددة “في إطار علاقات تجارية”.
وتعود آخر رسالة نشرها المغني على صفحاته عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى سنة 2019 ، وهي صورة أرفقها بتعليق جاء فيه : “إذا كانت هذه آخر صورة لي ، فإني سأشتاق لكم كثيراً ” .