أثار زعيم حركة النهضة في تونس راشد الغنوشي في تصريحات نارية غضب المؤيدين لرئيس الجمهورية قيس سعيد، حيث وصفها الكثيرون بأنها إساءة ومحاولة لتفكيك الدولة وإضعاف دور الرئيس، وقد علق رئيس حركة “مشروع تونس” على هذه التصريحات المسيئة قائلاً ” إن ما قاله راشد الغنوشي عن دور رئيس الجمهورية وبغض النظر عن شخص الرئيس، هو تعبير صادق عن فكره الانقلابي العميق”، واتهم الغنوشي أيضا برغبته في تفكيك الدولة الوطنية،كما دعت كتلة “الحزب الدستوري الحر” في البرلمان، في بيان أصدرته الأمس كافة الكتل البرلمانية الممثلة للقوى التقدمية والنواب الغيورين إلى انتفاضة ضد العنف والتمييز والفوضى، متهمة حزب النهضة بإثارتها.
وقد كانت تصريحات الغنوشي كالنار في الهشيم في ظل هذه التوترات السياسية في البرلمان والشارع التونسي، حيث علق على رفض رئيس الجمهورية التعديل الوزاري، وأن الرئيس سعيد يعترض وجود أربعة وزراء بسبب شبهات فساد، وأنه يرفض مثولهم أمامه لأداء اليمين الدستورية قبل مباشرة مهامهم، وأن هذا ما أدخل البلد في أزمة دستورية وسياسية، فقد دافع الغنوشي عن هؤلاء الوزراء واعتبر هذه الاتهامات الموجهة إليهم مجرد مكائد هدفها إسقاط التعديل الوزاري.
وما زاد التصريحات انتقادا هو قوله بأن دور الرئيس رمزي وليس دورا إنشائياً، وأن موضوع الحكم ومجلس الوزراء يعود إلى الحزب الحاكم وهو من مسؤولية الحكومة الحالية، وكشف الغنوشي عن وجود أزمة حقيقية في تونس وأن هناك صعوبة في المزج بين النظام الرئاسي والبرلماني، وأن الدستور فرض توزيع السلطات بين السلطة التنفيذية والتشريعية، وأن تعطل إنشاء المحكمة الدستورية فتح باب تأويل الدستور من قبل رئيس الجمهورية،
ليست هذه أولى التوترات بين زعيم حركة النهضة ورئيس الجمهورية، بل هناك عدة توترات سابقة، وقد أقر الغنوشي سابقا بوجود صراع عنيف بين النظامين الرئاسي والبرلماني في تونس.