أجرى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، اليوم الجمعة، حواراً مع التلفزيون المركزي الصيني “سي سي تي في”، قال فيها “إن الجزائر تطمح للالتحاق بمجموعة بريكس، التي ستفتح أمامها آفاقاً اقتصادية متعددة، وتخدم الشعوب بحلول مختلفة عن تلك التي تقدمها الهيئات الأممية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وأضاف تبون أن الصين دولة يحسب لها ألف حساب في العالم، و تعتبر من الدول الصديقة التي ساعدت الجزائر في المسيرة التنموية بعد الاستقلال.
وأشار إلى أن الصين أول دولة من خارج العالم العربي، اعترفت بالحكومة الجزائرية المؤقتة، كما أن الجزائر مرتاحة في تعاملاتها مع الصين لكونها دولة عظمى.
وامتدح تبون الشريك الصيني قائلاً إنه لا يضع إملاءات سياسية ولا يفرض أي نوع من أنواع السيطرة، وهذا ما يجعل الشعوب، ومن بينها الجزائر، تميل للتعاون معهم.
ولفت إلى أن الجزائر تعمل على إقامة مشاريع مشتركة مع الصين في كل الميادين، بالإضافة إلى إقامة مشاريع في مجال السكك الحديدية والمناجم.
وأفاد تبون أن قانون الاستثمار الجديد في الجزائر يفتح آفاقاً واسعة لكل المستثمرين، مشيراً إلى أن الجزائر تتطلع إلى شراكة جزائرية صينية في مجال الفضاء.
وأضاف أن الجزائر أصبحت من الأقطاب الكبيرة في مجال الطب على مستوى إفريقيا والمتوسط.
وأعرب تبون عن تطلّع الجزائر إلى شراكة جزائرية – صينية في الأسواق الإفريقية، ونبه إلى أن الاستعمار اليوم يحاول الرجوع بوجه جديد والشعوب الإفريقية أصبحت واعية، لافتاً إلى أن الجزائر دفعت غالياً ثمن حرية قرارها.
وعن دور الجزائر والصين في أفريقيا قال تبون إن الجزائر دولة عظمى في إفريقيا، وبإمكانها أن تكون وسيطاً بين الصين ودول القارة، وإن صوت الصين مسموع، و بكين لها علاقات طيبة مع الكثير من الدول العربية والإفريقية.
أما عن فلسطين قال تبون “نناضل مع بعض الدول مثل الصين من أجل أن تكون فـلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وشدد على أن قوة فـلسطين في وحدتها”.
ونقل تلفزيون “النهار” الجزائري، اليوم الجمعة، عن الرئيس الجزائري قوله إنّ الجزائر تقدّمت بطلب رسمي للانضمام إلى مجموعة “بريكس”، وأنّها سوف تصبح عضواً مساهماً في بنك “بريكس” بمبلغ 1.5 مليار دولار.
وتأتي زيارة تبون إلى بكين بعد زيارة رسمية أجراها إلى روسيا، الشهر الماضي، طالب خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعم الجزائر لتصبح عضواً في “بريكس”، وهي مجموعة من الأسواق تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
وفي وقتٍ سابق، اتفقت الصين والجزائر، اللتان تجمعهما شراكة تجارية قديمة، على تعزيز التعاون بينهما في مجالات أخرى منها الأمن والدفاع الوطني، ما يعزز علاقات بكين القوية بالفعل مع الدولة العربية الأفريقية.
ووقّعت الجزائر والصين في عام 2022 على الخطة التنفيذية للبناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق”، والخطة الثلاثية للتعاون في المجالات الهامة 2022-2024، بحسب ما أفاد بيان صادر عن الخارجية الجزائرية الإثنين الفائت.
وفي 2014، رفع البلدان مستوى العلاقات بينهما إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، لتصبح الجزائر أول دولة عربية تعقد مثل هكذا شراكة مع الصين.
وتعود العلاقات بين بكين، وحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، إلى أواخر الخمسينيات، عندما كانت الجزائر تسعى للاستقلال عن فرنسا.