تطمح بوركينافاسو للاستفادة من التجربة الجزائرية الكبيرة في مكافحة التطرف العنيف، لما للجزائر من خبرة تعكسها النتائج الإيجابية في الميدان، أثبتت نجاعتها وجعلتها بمثابة مرجعية يقتدى بها في عدة دول عانت أو لا تزال تعاني من الفكر المتطرف والإرهاب.
أكد وزير إدارة الأراضي واللامركزية في بوركينا فاسو، كليمان ساوادوغو، أمس، أن بلاده تطمح للاستفادة من التجربة الكبيرة التي تملكها الجزائر في مجال مكافحة التطرف العنيف، مؤكدا في تصريح لوكالة الأنباء على هامش أشغال ورشة العمل الـ2 لرابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل، بواغادوغو، بأن الجزائر من الدول التي “حققت نتائج إيجابية في هذا الميدان“.
وقال نفس المسؤول “إن بوركينافاسو ستستفيد من تقاسم المعارف والتدابير المتبعة“ من خلال استغلال مختلف الفرص والمناسبات المتاحة، على غرار هذه الورشة التي تنظمها رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل في ظروف أمنية مضطربة تعيشها بلاده نتيجة تصاعد التهديدات الإرهابية.
وأوضح أن الموضوع الذي اختاره منظمو الورشة “يأتي في سياق أمني يقوض بشدة استقرار البلاد“، واعتبر الوزير البوركينابي أن الأزمة الأمنية التي تعصف ببلاده تقوم على “التطرف والتعصب ورفض الآخر والجهل بقيم الإسلام“، مذكرا بتأكيد مجموعة دول الساحل الخمس في إعلان واغادوغو الصادر شهر جانفي 2020 بأن “الرد العسكري لا يمكن أن يكون البديل الوحيد وأن الحل الأمثل هو تعزيز السلام والاندماج والعيش معا“، مثمنا جهود الرابطة التي “لا تقدر بثمن في بناء السلام الذي نسعى إليه في المنطقة“.
وبالنظر إلى الصدى الذي خلفته تجربة الجزائر في مكافحة التطرف، فقد دعا رئيس فيدرالية الجمعيات الإسلامية ببوركينافاسو، الحاج أومارو زنغرانا، السلطات الجزائرية لتكوين الأئمة والدعاة في هذا البلد الافريقي من أجل مجابهة هذا الفكر الذي يعرف منذ السنوات الأخيرة انتشارا واسعا في منطقة الساحل.
وقال الحاج أومارو زنغرانا على هامش أشغال نفس الورشة “نناشد السلطات الجزائرية مرافقة أئمتنا وتكوينهم على أسس الدين الإسلامي الصحيحة والمعتدلة والوسطية“، معتبرا اللقاء بمثابة “فرصة لمباشرة اتصالات رسمية مع ممثلي الجزائر في الرابطة ومع سفير الجزائر ببوركينافاسو لدراسة هذا المشروع“.
وأوضح أن الفيدرالية التي يرأسها سعت للمشاركة في هذه الورشة بأكبر قدر من الأئمة “المتعطشين لنهل العلم الشرعي من منابعه الصحيحة من جهة، وكذا الاستفادة من تجربة الدول الأعضاء الرائدة في مكافحة التطرف وفي مقدمتهم الجزائر“.
وهو ما جعله يؤكد أن تنظيم هذه الورشة في بوركينافاسو له “دلالات خاصة“ نظرا للوضع الأمني غير المستقر وتصاعد موجة الاعتداءات الإرهابية، في نفس الوقت الذي ثمن فيه مبادرة أعضاء الرابطة وإسهامهم في “نشر الفكر الوسطي ومكافحة التطرف العنيف“.
المساء