صعد على وجه السرعة صباح اليوم الخميس هاشتاغ (#غلق_المجال_الجوي) ليصل الترند الجزائري ذلك بعد انتشار خبر “تصعيد جزائري غير مسبوق مع المغرب” وصل الى حد اغلاق الجزائر مجالها الجوي أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية للجارة المغربية.
موقف الجزائر الاخير ياتي بعد اسابيع على قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، حيث اتّهم وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الرباط بعدم التوقف عن القيام بأعمال غير ودّية وأعمال عدائية ضدّ بلده من بينها دعم احدى الجماعات الإرهابية التي تقف خلف حرائق الغابات الضخمة التي شهدتها البلاد.
واشار رمطان لعمامرة الى تورط الرباط بالتجسس على مسؤولين جزائريين، وبعدم الوفاء بالالتزامات الثنائية بما في ذلك ما يتعلق بالصحراء الغربية.
تصعيد الجزائر اليوم سبقه توتر في العلاقات بين مملكة المغرب التي اتجهت الى منحدر التطبيع المذل فيما رفض ويرفض شعب الجزائر وباستمرار هذه المهانة التي اصبحت نقطة عار وشنار في جبين مملكة المغرب.
ما زاد من حدة الخلاف بين البلدين اعتراف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بسيادة المغرب على كامل أراضي الصحراء الغربية مقابل تطبيع المملكة علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي.
في عيد استقلال الجزائر، دعا ملك المغرب محمد السادس في رسالة الى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بالشفاء العاجل بعد إصابته بفيروس كورونا، فيما صرح الاخير قبل ذلك بشهر عن استمرار إغلاق الحدود مع المغرب “المعتدي دائما” الذي يهاجم بلاده يوميا، على حد قوله.
واليوم.. قالت الرئاسة الجزائرية في بيان إنّ المجلس الأعلى للأمن برئاسة الرئيس عبد المجيد تبّون قرّر اغلاق المجال الجوي الجزائري بشكل فوري امام الطائرات المدنية والعسكرية المغربية وكذلك المسجلة في الدول الجارة. واتهم المجلس المغرب بالاستمرار في ممارسة الاستفزازات العدائية على حد تعبيره.
مصدر مقرّب من شركة الخطوط الجوية الجزائرية قال إنّ الرحلات التجارية المباشرة بين الجزائر والمغرب متوقفة منذ منتصف آذار/مارس عقب اغلاق الجزائر حدودها الجوية بسبب انتشار فيروس كورونا، مشيرا الى ان الرحلات الجوية بين البلدين لم تستأنف، والجزائريون الراغبون بالسفر إلى المغرب يسافرون عن طريق تونس.
واعتبر المصدر أنّ القرار الجزائري سيؤثّر بشكل أساس وفوري على مسارات رحلات الطائرات المغربية التي تمرّ عبر الأجواء الجزائرية.
في المقابل قال مصدر بشركة الخطوط المغربية إن هذا القرار لن يؤثر إلا على 15 رحلة أسبوعيا تربط المغرب بتونس وتركيا ومصر.معتبرا أثر القرار على الشركة بأنه غير كبير لإن هذه الرحلات قد تغير مسارها لتمر فوق البحر المتوسط.
من التداعيات الاخرى بين البلدين الجارين العربيين اتهم الجزائر في ١٩ أغسطس كلا من المغرب والكيان الصهيوني بضلوعهما في افتعال الحرائق، ذلك بعد اجتماع استثنائي للمجلس الأعلى للأمن والذي ترأسه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن بيان الرئاسة، الذي صدر عن الاجتماع، أنه خُصّص لـ”تقييم الوضع العام للبلاد عقب الأحداث الأليمة الأخيرة والأعمال العدائية المتواصلة من طرف المغرب وحليفه الكيان الصهيوني ضد الجزائر”، ولفت البيان إلى أن تبون “أسدى تعليماته لجميع القطاعات لمتابعة تقييم الأضرار والتكفل بالمتضررين من الحرائق التي ثبت ضلوع الحركتين الإرهابيتين (الماك) و(رشاد) في إشعالها، وكذلك تورطهما في اغتيال المرحوم جمال بن سماعين”.
وفي هذا الإطار، قرر المجلس الأعلى للأمن “تكثيف المصالح الأمنية لجهودها من أجل إلقاء القبض على باقي المتورطين في الجريمتين وكل المنتمين إلى الحركتين الإرهابيتين اللتين تهددان الأمن العام والوحدة الوطنية، إلى غاية استئصالهما جذرياً، ولا سيما (الماك) التي تتلقى الدعم والمساعدة من أطراف أجنبية وخاصة المغرب والكيان الصهيوني”.
وأشار البيان إلى أن «”الأفعال العدائية المتكررة من طرف المغرب ضد الجزائر” تطلبت “إعادة النظر في العلاقات بين البلدين وتكثيف المراقبة الأمنية على الحدود المغربية”.
في هذه الاثناء، هدد كيان “اسرائيل” وكما جاء على لسان عضو اللجنة المركزية لحزب العمل الإسرائيلي مئير مصري، هدد الجزائر ورئيسها عبد المجيد تبون، في إطار الخلاف بين الرباط والجزائر الذي وصل إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما.
كتب مصري وهو أستاذ للعلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس على حسابه في تويتر باللغة العربية: “لو تجرأ تبون على المغرب سوف يصبح حسابه مع إسرائيل.. وإسرائيل لا تمزح”، مضيفا: “أقول لمرتزقة تبون الذين يهاجمونني منذ الصباح: المغرب خط أحمر!” حسب تعبيره.
وكان مصري قد نشر تغريدة قال فيها إن “إسرائيل مع المغرب ظالما أو مظلوما”.
ولا يجرؤ الاحتلال الأفصاح عن أن السبب الحقيقي وراء هجومه وتحامله على الجزائر لرفضها التطبيع واقامة العلاقات معها كما فعل المغرب، فينبري للدفاع عن المغرب ليوحي أن مشكلته مع الجزائر لتوتر علاقتها مع المغرب وليس لرفض الجزائر التطبيع معه.
وكالات