نقلت الولايات المتحدة الأمريكية خلال حفل بميناء أكادير، زورقين اعتراضيين من طراز “ميتال شارك” بطول 11 مترا إلى البحرية المغربية.
وجاء ذلك على هامش اجتماع التخطيط النهائي لمناورات الأسد الأفريقي 2022، التدريب العسكري الأول لأفريكوم – الأكبر في القارة الأفريقية، الذي يقام سنويا بشراكة مع المملكة المغربية.
وقال الكولونيل تيرمورا شامل، رئيس مكتب التعاون الأمني في سفارة الولايات المتحدة بالمغرب، في بيان للسفارة، إن “حفل التسليم اليوم هو علامة أخرى على الشراكة الأمنية القوية بين بلدينا، والتي تركز على الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين”.
وأضاف شامل أن “قواتنا البحرية تتمتع بتاريخ طويل من العمل المشترك لتأمين أعالي البحار، خاصة على مسافة 13 كيلومترا من مضيق جبل طارق، لمكافحة الجريمة والإرهاب وتهريب المخدرات والاتجار بالبشر. وهذه القضايا لا تحترم الحدود الدولية، وتتطلب التعاون لمكافحتها بفعالية”.
وذكر المصدر ذاته، أن القاربين، اللذين تبلغ قيمتهما 970 ألف دولار، يهدفان إلى تعزيز قدرات البحرية الملكية المغربية على وقف الاتجار غير المشروع في المياه الإقليمية، كجزء من الشراكة العسكرية الأوسع بين المغرب والولايات المتحدة.
وأضاف المصدر ذاته أن مسؤولين رفيعي المستوى من القوات المسلحة الملكية المغربية التقوا بنظرائهم الأمريكيين بمقر القيادة العليا للمنطقة الجنوبية للقوات المسلحة الأمريكية، لمناقشة الاستعدادات لاستضافة مناورات “الأسد الأفريقي 2022″، والذي سيقام في جميع أنحاء المملكة في النصف الثاني من يونيو/تموز القادم.
كما ستجرى أجزاء من التمرين في تونس والسنغال وغانا.
وكانت تدريبات 2021 هي الأكبر منذ إطلاق هذا الحدث التدريبي السنوي عام 2004، بمشاركة أكثر من 7000 مشارك من 9 دول وحلف شمال الأطلسي.
وأبرز الكولونيل شامل أن “الأسد الأفريقي هو التدريب المشترك متعدد الجنسيات الأول في منطقة مسؤولية أفريكوم”، مبرزا أن ذلك يوضح “التزامنا طويل الأمد تجاه المغرب -وأفريقيا برمتها- اعترافا بالأهمية الاستراتيجية للقارة بالنسبة إلى الولايات المتحدة.
وأضاف البيان، أن حفل نقل الزوارق اليوم وحدث تخطيط الأسد الأفريقي، يأتيان بعد محادثات رفيعة المستوى انعقدت الشهر الماضي في الدار البيضاء، تضمنت قيادة القوات البحرية الأمريكية في أوروبا وأفريقيا/الأسطول السادس والبحرية الملكية المغربية، وركزت على إمكانية التشغيل البيني البحري في المستقبل وتعزيز العلاقات الثنائية.
وأشار المصدر عينه إلى أنه خلال الأسابيع الأخيرة شارك عسكريون مغاربة في الجولة الأخيرة من التدريبات المستمرة لمكافحة الألغام والتخلص من الذخائر المتفجرة، التي نظمتها قوات المارينز الأمريكية وحرس يوتا الوطني.
ويعد المغرب حليفا مهما بالنسبة للولايات المتحدة في مجموعة من القضايا الأمنية. ويشارك مع الجيش الأمريكي في أكثر من 100 مناورة وفعالية عسكرية سنويا، بما في ذلك التدريبات المتعددة الأطراف والثنائية مثل (African Lion) و(Obangame Express) و(Phoenix Express) و(Lightening Hadshake) و(Atlas Handshake).
وأشار البيان، إلى أنه خلال أكتوبر/ تشرين الأول 2020، وقع البلدان “خارطة طريق للتعاون الدفاعي” مدتها عشر سنوات من شأنها توجيه التعاون في المجالات ذات الأولوية، بما في ذلك تعزيز الرادار الساحلي للبحرية الملكية المغربية وقدرات المراقبة لتعزيز الأمن البحري الإقليمي.
في الإطار ذاته، وبتعليمات من الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، يحتضن مقر القيادة العليا للمنطقة الجنوبية بأكادير، من 21 إلى 25 مارس/ آذار 2022، اجتماعا للتخطيط الرئيسي لتمرين “الأسد الأفريقي 22”.
وذكر بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية أن تمرين “الأسد الأفريقي 22″، المتوقع تنظيمه في الفترة ما بين 20 يونيو/ حزيران وأول يوليو/تموز 2022 بمناطق أكادير وطانطان والمحبس وتارودانت والقنيطرة وبن جرير، موعد لا محيد عنه للمساهمة في تدعيم التعاون العسكري المغربي الأمريكي، ووضع لبنة إضافية في العلاقات الممتازة التي تربط البلدين.
وأبرز بيان القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، أن هذه الدورة الـ18 لهذا الحدث الهام، ستعرف مشاركة فضلا عن المغرب والولايات المتحدة، حوالي ثلاثين دولة شريكة.
وأضاف المصدر ذاته، أن العمليات والمناورات، التي سيتم تنفيذها بشكل مشترك بين القوات المسلحة الملكية والدول الشريكة، في مختلف المجالات العملياتية البرية والمحمولة جوا والجوية والبحرية، وإزالة التلوث (النووي والإشعاعي والبيولوجي والكيماوي) تروم بشكل أساسي تطوير قابلية التشغيل البيني وتعزيز قدرات التدخل في إطار متعدد الجنسيات.
العين الاخبارية