تحافظ تونس على علاقتها مع كافة الدول العربية وخصوصاً دول الجوار، وعندما يصدر أي تصريح أو إساءة من قبل أحد السياسيين في البلد فهذا يؤثر على العلاقة في حال لم تجد ردأ أو استنكارا من قبل آخرين، وهذا هو الحال في العلاقة السياسية بين الدول، فبعض التصريحات هدفها التشويه والتأثير على التعاون السياسي أو الاقتصادي بعضها أيضا ربما يستهدف العلاقات الاجتماعية بين شعوب المنطقة.
أدلى الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي بتصريحات بحق الجزائر وصفت بالمسيئة، وقد اتهم الجزائر بالتدخل في الشأن الوطني خلال ثورة تونس عام 2011 التي أسقطت حكم بن علي وحاولت أن تجهضها، وأضاف أن السلطات الجزائرية حاربت الثورة التونسية وناصبتها العداء في سنواتها الأولى، وأن ما عانته الثورة التونسية من النظام الجزائري لا يقل عما عانته الإمارات ولو بأسلوب مختلف.
وبفعل عاجل قامت حركة النهضة بالرد على تصريحات المرزوقي وعبرت عن رفضها ووصفتها بالمسيئة للجزائر، ورغم المصالح السابقة التي جمعت حركة النهضة بالمرزوقي، إلا أن هذه التصريحات أحرجتها مع السلطات الجزائرية، وصرحت بأن هذه التصريحات متسرعة وغير مسؤولة وغير مراعية لعلاقات الأخوة التي تربط الشعبين، وأن الجزائر سباقة بمواقفها الداعمة لتونس وللتجربة الديمقراطية الناشئة بالبلاد.
وتسببت تصريحات المرزوقي غضبا شعبيا في الجزائر، وخصوصا فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، فهذا شأن داخلي ولا يحق لأي أحد التدخل به، فالعلاقة بين الشعبين علاقة راسخة وطيبة تجمعهم قضايا عدة وأهمها القضية الفلسطينية قضية العالم العربي والإسلامي، والتي ترفض الوجود الصهيوني في الشرق الأوسط.