عرض عسكري ضخم هو الأول من نوعه منذ 33 عاماً، جرى، الثلاثاء، في الجزائر بمناسبة العيد الـ60 لنيلها الاستقلال.
وبمنطقة “المحمدية” في خليج الجزائر العاصمة، أشرف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على بدء العرض العسكري الضخم، بحضور عدد من قادة الدول بينهم رؤساء تونس ومصر والكونجو والنيجر وإثيوبيا.
وإلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة التي ترأس وفدها الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، شارك أيضا وزراء خارجية وممثلو عدد من الدول العربية والأفريقية والأوروبية.
وشهد الاستعراض العسكري حضورا شعبياً كبيرا، للاحتفال بستينية استقلال بلادهم عن الاحتلال الفرنسي قبل ستة عقود.
الاستعراض العسكري شاركت فيه جميع القوات المسلحة التابعة للجيش الجزائري، البرية والبحرية والجوية والدفاع عن الإقليم، وقوات الدرك والحرس الجمهوري، وكذا فرق الدفاع المدني والجمارك.
ومن ساريات الأعلام العملاقة إلى نظام الصواريخ أرض – جو “إس 400” الروسي، استعرضت الجزائر قوتها العسكرية، بالإضافة إلى استعراض غواصة “الثقب الأسود”.
وكذا المنظومة الصاروخية “إسكندر” المعروفة باسم “ذو القرنين”، وقاذفات “اللهب المدفعي” المعروفة باسم “سولنتسبيك” والملقبة بـ”الشمس الحارقة”، بالإضافة إلى طائرات من نوع “سوخوي” و”ميج”.
كما تم استعراض تشكيلة من الدبابات العصرية بمختلف الأنواع وآليات الإسناد ومنصات صواريخ ومدفعية وعربات قتالية، وكذا تشكيل جوي وبحري يتكون من عدة أنواع من الطائرات والسفن والفرقاطات والدبابات.
وبأداء باهر أيضا، استعرضت القوات المسلحة الجزائرية تشكيلاتها العسكرية، وتم تزيين سماء العاصمة بـ6 طائرات تدريب قاعدي، وطائرات أخرى بينها “نمر ل – 39″، و”ياك – 130″، و”س – 130”.
وفي كلمته الافتتاحية في الاستعراض العسكري الضخم، أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بأن هذا الاستعراض “يضفي وجهاً استثنائياً على الاحتفال بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، في وقت “وصلت فيه البلاد بمؤسساتها وهيئاتها الدستورية مرحلة ارتسم معها وجه جزائر الثقة في الحاضر والأمل في المستقبل”.
وقال الرئيس تبون: “أؤكد من جديد أننا جميعا، ومهما كانت مواقعنا ومستويات مسؤولياتنا، مدعوون في ظرف محفوف بالتحديات إلى المساهمة في تثبيت مرتكزات دولة المؤسسات والحق والقانون، دولة تتكرس فيها روح المواطنة وقيم التضامن ويتجذر فيها الشعور بالواجب الوطني”.
ودعا الرئيس الجزائري إلى جعل المناسبات التاريخية الوطنية “محطات شاهدة على الوفاء للشهداء ولرسالة نوفمبر الخالدة ولنتخذ منها معالم مرشدة لخدمة وطننا المفدى وشعبنا الأبي”.
كان آخر استعراض عسكري نُظم في الجزائر بمناسبة عيد استقلالها عام 1989، في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد.
وعزت الجهات الرسمية الجزائرية أسباب إلغاء التقليد العسكري لمدة 33 سنة كاملة إلى “انشغال الجيش الجزائري والمصالح الأمنية بمكافحة الإرهاب”.
واختير الطريق المحاذي لجامع الجزائر الأعظم في منطقة المحمدية بخليج الجزائر العاصمة باعتباره موقعا يحمل دلالة ورمزية تاريخية كبيرة للجزائريين.
وفي عهد الاحتلال الفرنسي للجزائر سُميت تلك المنطقة بـ”لافيجري” نسبة إلى “الكاردينال شارل مارسيال ألمان لافيجري” الذي عينته السلطات الاستعمارية كبير الأساقفة سنة 1867. ولطالما اشتهرت بأنها “عاصمة التبشير في القارة الأفريقية”.
واهتم “لافيجري” بالتبشير عبر تأسيس “جمعية المبشرين” بالجزائر التي عرفت باسم “الآباء البيض”، وأسس كذلك جمعية أخرى سماها “جمعية الأخوات البيضاوات”.
وبعد حصول الجزائر على استقلالها عام 1962، قررت السلطات إعادة تسمية منطقة لافيجري لتصبح “المحمدية”، وشيد بها ثالث أكبر مسجد في العالم.
ومن هنا كانت المحمدية “معقل التبشير” في الجزائر وعموم أفريقيا، لكن هذه المنطقة سميت بعد استقلال الجزائر المحمدية نسبة إلى خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم.
والجامع الأعظم له مكانة خاصة وتاريخية في قلوب الجزائريين، باعتباره رمزا على مقاومة حقبة الاستعمار الفرنسي ومكافحة الفكر المتطرف.
وجرى افتتاح المسجد في عام 2020، حيث بلغت تكلفة البناء نحو 3 مليارات دولار، ومدة أشغال وصلت إلى 6 أعوام.
وفرضت السلطات الجزائرية إجراءات أمنية مشددة لتأمين الاستعراض العسكري المخلد للاحتفال بالذكرى الـ60 لنيل الاستقلال.
ومن بين الإجراءات الأمنية قررت السلطات الجزائرية “غلق محطة المسافرين الكبرى” حتى يوم الخميس المقبل، وفرض حظر مؤقت للطيران المدني.
وكالات