تستمر القطيعة التجارية والسياسية بين الجزائر وإسبانيا للعام الثاني على التوالي، نتيجة دعم مدريد لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية. وعلى الرغم من عودة السفير الجزائري إلى مدريد في نوفمبر 2023 بعد غياب دام 19 شهراً، إلا أن العلاقات بين البلدين لا تزال تعاني من الجمود. في هذا المقال، سنستعرض تطورات هذه القطيعة وتأثيرها على العلاقات الثنائية، بالإضافة إلى محاولات إسبانيا لإعادة الجزائر إلى طاولة الحوار.
خلفية الأزمة
دعم إسبانيا لخطة الحكم الذاتي المغربية
– **السبب الرئيسي للقطيعة**: يعود التوتر بين الجزائر وإسبانيا إلى دعم مدريد لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية، وهو ما تعتبره الجزائر انحيازًا لموقف المغرب في هذا النزاع الإقليمي.
– **التأثير على العلاقات التجارية**: منذ يونيو 2022، اتخذت الجزائر قرارًا بوقف التجارة مع إسبانيا، ما أدى إلى تراجع المبادلات التجارية بين البلدين إلى حدودها الدنيا.
عودة السفير الجزائري
– **عودة السفير**: في نوفمبر 2023، عاد السفير الجزائري إلى مدريد بعد غياب دام 19 شهرًا، لكن هذه الخطوة لم تؤدِ إلى استعادة العلاقات الثنائية بشكل كامل.
– **استمرار الجمود**: على الرغم من عودة السفير، لا تزال العلاقات بين البلدين متوترة، مع استمرار القطيعة التجارية والسياسية.
محاولات إسبانيا للتقارب
دعوة الجزائر لحضور اجتماع حلف الناتو
– **مبادرة إسبانية**: تسعى إسبانيا إلى دعوة الجزائر لحضور اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) المقرر عقده في ديسمبر 2024.
– **تعزيز الحوار المتوسطي**: تهدف إسبانيا من خلال هذه الدعوة إلى تعزيز “مبادرة الناتو للحوار المتوسطي”، التي تضم دول جنوب المتوسط، بما في ذلك الجزائر.
– **رغبة في إنهاء القطيعة**: يبدو أن هذه الخطوة تعكس رغبة إسبانية في إنهاء حالة الانفصال مع الجزائر وإعادة بناء العلاقات الثنائية.
إمدادات الغاز
– **استمرار التعاون في مجال الطاقة**: على الرغم من القطيعة التجارية، ظلت إمدادات الغاز بين الجزائر وإسبانيا بمنأى عن هذا التوتر، بفضل العقود طويلة الأجل التي تربط البلدين.
– **تصريحات بيدرو سانشيز**: في مطلع 2023، أكد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، على أهمية العلاقات مع الجزائر، واصفًا إياها بالشريك الاستراتيجي والبلد الصديق.
تأثير القطيعة على العلاقات الثنائية
التبادل التجاري
– **تراجع المبادلات التجارية**: منذ قرار الجزائر بوقف التجارة مع إسبانيا، تراجعت المبادلات التجارية بين البلدين بشكل كبير، مما أثر على العلاقات الاقتصادية.
– **استمرار إمدادات الغاز**: على الرغم من ذلك، حافظت الجزائر على التزاماتها بتوريد الغاز إلى إسبانيا، مما يعكس أهمية هذا القطاع في العلاقات الثنائية.
العلاقات السياسية
– **جمود سياسي**: لا تزال العلاقات السياسية بين البلدين تعاني من الجمود، على الرغم من محاولات إسبانيا لإعادة الجزائر إلى الحوار.
– **محاولات التقارب**: تسعى إسبانيا إلى استغلال منصات دولية مثل حلف الناتو لتعزيز الحوار مع الجزائر، لكن لم تظهر بعد أي مؤشرات على استجابة الجزائر لهذه المحاولات.
تستمر القطيعة بين الجزائر وإسبانيا للعام الثاني على التوالي، مع استمرار الجمود في العلاقات التجارية والسياسية. وعلى الرغم من محاولات إسبانيا لإعادة الجزائر إلى طاولة الحوار، بما في ذلك دعوة الجزائر لحضور اجتماع حلف الناتو، إلا أن العلاقات بين البلدين لا تزال متوترة. يبقى المستقبل مفتوحًا أمام إمكانية تحسين العلاقات، خاصة في ظل استمرار التعاون في مجال الطاقة.