أصدر المكتب التنفيذي لحركة النهضة في تونس بياناٍ حول تطورات الشأن الوطني، عبّر فيه عن تضامنه مع المضربين عن الطعام من حملة “مواطنون ضد الانقلاب”، والشخصيات السياسية الوطنية المشاركة فيه.
وأعربت النهضة عن “دعمها لهذه الحركة النضالية في سبيل إنهاء الانقلاب والعودة إلى الشرعية والديمقراطية وإطلاق سراح الموقوفين في محاكمات الرأي ووضع حد لمحاولات المس من استقلالية السلطة القضائية”.
ودعا الحزب “كافة القوى الحية بالبلاد المناهضة للانقلاب إلى توحيد الجهود والخيارات وبلورة أرضية مشتركة عبر حوار وطني شامل بغاية تشكيل جبهة سياسية تقود الحراك السياسي والشعبي وتسرّع باستئناف الحياة الديمقراطية واستعادة الشرعية وتذود عن حمى الحقوق والحريات المنتهكة بالبلاد منذ 25 جويلية وتساهم في وضع رؤية اقتصادية واجتماعية لمعالجة الأوضاع المتردية بالبلاد.”.
كذلك دعت النهضة “كافة التونسيات والتونسيين للاحتفال بذكرى 14 جانفي التي توجت ثورة الحرية والكرامة وأسقطت نظام الاستبداد ودشنت مرحلة من الانتقال الديمقراطي والحريات وصنعت ربيع تونس الديمقراطية”.
وكان رئيس البرلمان التونسي، ورئيس حزب النهضة، راشد الغنوشي، قد قال ليلة أمس الثلاثاء إنه “مستعد لخوض إضراب جوع مع (مضربي الجوع ضد الانقلاب) ومستعد أن يبدأ الإضراب من الآن ويضع نفسه على ذمتهم”.
وأكد الغنوشي خلال زيارته، ليلة أمس، مقر إضراب الجوع أنه “خاض إضرابات جوع ضد بورقيبة ثم ضد بن علي وهو مستعد اليوم للإضراب عن الطعام لأنه عمل نبيل… فالبلاد تحتاج تضحية رجالها ونسائها” بحسب قوله.
وأضاف الغنوشي “لو يفتح باب إضراب الجوع سيأتي الآلاف إلى هذا المكان”، قائلاً “لستم وحدكم، الشعب معكم والناس والبشرية جمعاء معكم”.
وقال الغنوشي “أهنئ (مواطنون ضد الانقلاب) فقد كان لكم شرف جمع هذه الكوكبة من المناضلين، وأحيي صمود المضربين الذين يضحون بأجسادهم”، مشيراً إلى أن “مقر الإضراب أصبح مكاناً يستمد منه الناس طاقة مقاومة الظلم”.
وبيّن زعيم حزب النهضة أن “انقلاب بن علي انطلقت مقاومته بعد 18 عاماً، بينما مقاومة قيس بدأت منذ اليوم الأول. وهذا لا يعني أن هذا الجيل أشجع من الذي قبله ولكن الظروف مختلفة، فالعشر سنوات لم تذهب هدراً”، بحسب وصفه.
وتابع “من يعتبر أن السنوات العشر الماضية ظلمات والخير بدأ يوم 25 جويلية فهو خطاب فاشل ليس له مستمعون، لأن ثمرة السنوات العشر تتمثل في أن الناس لم يقبلوا اليوم الانقلاب”.
وشدد الغنوشي على “ضرورة التعايش لأن تونس تتسع للجميع بدون إقصاء الآخرين”، مذكّراً بنضالات حزب النهضة، وقائلاً “منذ الثمانينيات الدولة لم تقبل بنا وواجهتنا بالعصا وعقلية الإقصاء”.
وقال الغنوشي “البلاد تتسع للجميع فلماذا هذا الضيق والإقصاء ولماذا يريد الرئيس قيس إنتاج تجارب فاشلة. يريد تونس بلا أحزاب، بصوت واحد، دولة بيد شخص يلغي الدستور ويزيل الحكومة والبرلمان”.
من جهته، اعتبر المناضل اليساري المضرب عن الطعام عز الدين الحزقي أنه “شارك في عشرات الاحتجاجات خلال العشرية التي يصفونها بالسوداء ولم يتم الاعتداء عليه كما حدث له مؤخراً من اعتداء تحت حكم الانقلاب”.
وذكر الحزقي، مخاطباً الغنوشي والحاضرين في مقر الإضراب، أن “الأمن ليس جمهورياً، لأنه اعتدى علينا خلال اعتصامنا (17 ديسمبر) في وقت أن دوره هو حمايتنا ممن خرق القانون وانقلب عليه”، مشيراً إلى أنه “لن يقبل في سن الـ 78 أن يعتدى عليه بسبب تعبيره عن رأيه الرافض للانقلاب”.
وقال الحزقي “لم يسبق في تاريخ تونس أن أغلق البرلمان بدبابة ولا مقر الحكومة بالقصبة منذ الدولة الحفصية”.
ودعا بالمناسبة كل “الأحزاب والمنظمات إلى وضع برنامج ورؤية ضد الانقلاب وضد الاستبداد لأن تونس لا تستطيع العيش دون ديمقراطية”.
أما عضو “مواطنون ضد الانقلاب” الحبيب بوعجيلة فقال “نحن نتشرف بحضور رئيس البرلمان رئيس حركة النهضة بيننا، ونتشرف بالتنسيق مع حركة النهضة ومع مناضليها ولا نخجل من ذلك، وقد وجدنا أنصارها في الصفوف الأولى في مختلف المحطات النضالية منذ 25 جويلية وحتى 17 في ديسمبر وفي إضراب الجوع. تجمعنا معركة الدفاع عن الديمقراطية”.
وأضاف أن “مواطنون ضد الانقلاب دافع عن البرلمان ولم يخجل في إعلان ذلك بصوت قوي منذ البداية”.
وبين بوعجيلة: “تعاملنا مع حركة النهضة كرفاق وأصدقاء وتمكنا من تحويل المعركة بين الانقلاب ومواطنون ضد الانقلاب بمختلف أطيافها، مستقليها ونهضاوييها ويسارييها وغيرهم”.
وكانت مبادرة “مواطنون ضد الانقلاب”، المعارضة للرئيس قيس سعيد، قد أعلنت عن دخولها في سلسلة احتجاجات، على أن تتوسع إلى الجهات في الداخل، وتتواصل إلى غاية يوم 14 يناير/ كانون الثاني المقبل.
وقررت شخصيات وطنية الدخول في إضراب عن الطعام، احتجاجاً على الانقلاب وعلى القمع الذي مورس عليها يومي 17 و18 ديسمبر/ كانون الأول الماضيين، وفك اعتصامها بالقوة من طرف الشرطة التونسية.
المصدر وكالات