قال رئيس حركة “النهضة” رئيس البرلمان التونسي المنحل راشد الغنوشي، الإثنين، إن “غياب التوافق اليوم يمثل خطرا داهما على تونس، والبلاد أحوج ما تكون إلى شخصية توافقية مثل المرحوم محمد الباجي قائد السبسي” (1926-2019).
جاء ذلك في بيان للغنوشي نُشر على صفحته بـ”فيسبوك” إثر زيارته الإثنين لقبر الرئيس التونسي السابق محمد الباجي قائد السبسي (2014-2019) بمناسبة حلول الذكرى الثالثة لوفاته.
وأضاف الغنوشي أن الحاجة إلى شخصية توافقية هي من أجل “روح المواطنة والتعاون والوحدة الوطنية”.
واستذكر “مآثر السبسي ودوره في إنجاح الثورة التونسية عبر إشرافه سنة 2011 على تنظيم أول انتخابات حرة نزيهة في تاريخ البلاد وتبنيه سياسة التوافق مع “النهضة” والتي جعلت من تونس أيقونة للديمقراطية في العالم العربي ومكنتها من الحصول على العديد من الجوائز الدولية”، وفق البيان.
وفي 15 أغسطس/ آب 2013، انعقد أول لقاء بين السبسي رئيس حزب “نداء تونس” والغنوشي رئيس حركة “النهضة” في باريس، وتوافقا على “تجاوز الصراع واختيار التوافق بدل المناكفات”.
وأنهى هذا التوافق أزمة سياسية حادة في تونس نتيجة اغتيالات سياسية وعمليات إرهابية شهدتها البلاد وراح ضحيتها قياديان في “الجبهة الشعبية” اليسارية إضافة إلى جنود ورجال أمن.
وإثر انتخابات أكتوبر/ تشرين الأول 2014، شاركت “النهضة” في حكومة مع حزب الاتحاد الوطني الحر قادها حزب “نداء تونس”.
وجاءت زيارة الغنوشي لقبر السبسي في يوم تشهد فيه تونس استفتاءً شعبيا على مشروع دستور جديد للبلاد بطلب من الرئيس الحالي قيس سعيد وفي ظل أزمة سياسية واستقطاب حاد بين التونسيين.
وهذا الاستفتاء هو حلقة في سلسلة إجراءات استثنائية بدأ سعيد فرضها في 25 يوليو/ تموز 2021 وتتضمن أيضا إقالة الحكومة وتعيين أخرى وحل مجلس القضاء والبرلمان وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية وتبكير الانتخابات البرلمانية إلى 17 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وتعتبر قوى تونسية أن هذه الإجراءات تمثل “انقلابا على الدستور” وتهدف إلى إقامة “حكم فردي مطلق”، فيما ترى قوى أخرى أنها “تصحيح لمسار ثورة 2011” التي أطاحت بالرئيس آنذاك زين العابدين بن علي (1987-2011).
أما سعيد، الذي بدأ عام 2019 فترة رئاسية تستمر 5 سنوات، فقال أكثر من مرة إن إجراءاته قانونية وضرورية لإنقاذ تونس من “خطر داهم” و”انهيار شامل”.
الأناضول