شدّدت صحيفة الغارديان البريطانية في افتتاحية عددها الذي صدر يوم الأربعاء، بأنه على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إعلان ندم وطني عن جرائم استعمار الجزائر
وهذا إقتداءاً بما قام به من قبل الرئيس الفرنسي الأسبق “جاك شيراك” حين أعترف بتواطؤ بلاده في اعتقال وملاحقة اليهود أثناء الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية
وقالت الصحيفة أن إعلان شيراك كان “لحظة من التطهر الوطني، يحتاجها ماكرون لإضفاء المصداقية على جهوده لتصفية ملفات الحقبة الاستعمارية، فيما أشادت “الغارديان” بقرار ماكرون بفتح الأرشيف الفرنسي وكسر الصمت في الفصل الأسود من تاريخ فرنسا بالجزائر
وأكدت الغارديان أن هذه الجهود ليست كافية لرأب جراح الماضي بين فرنسا والجزائر، مستشهدة بخطاب لـ”ماكرون” وصف فيه بلاده بأنها “بلد بتاريخ من الماضي الاستعماري والكدمات التي لم يتم التخلص منها بعد.
كما وصفت الصحيفة البريطانية قرار “ماكرون” بأنه يستحق الثناء لأنه “فتح النافذة ليدخل منها بعض الهواء”، خاصة أنه أول رئيس فرنسي يعترف بأن بلاده قامت بتعذيب منهجي في الجزائر قائلا إنه يجب مواجهة آثام الماضي “بشجاعة ووضوح”.
وحذرت الصحيفة من تقويض مصداقية توجه “ماكرون”، مشيرة إلى تأكيد قصر الإليزيه، هذا الأسبوع، أن عمل مفوضية الذكريات والحقيقة “لا يعني أنه سيكون مترافقاً مع اعتذار رسمي عن تاريخ فرنسا في الجزائر”، ورفضه بطريقة استباقية فكرة التعويض.