في غرة أكتوبر 1985، قصفت طائرات إسرائيلية مدينة حمام الشط بعد دخولها المجال الجوي للأراضي التونسية لتستهدف قادة منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، مخلفة عشرات القتلى والجرحى من التونسيين والفلسطينيين.
وتحيي تونس غرّة أكتوبر من كل عام ذكرى حادثة قصف ضاحية حمام الشط بالعاصمة من قبل طيران الكيان الصهيوني سنة 1985 والتي أسفرت عن 68 قتيلا وأكثر من 100 جريح من فلسطينيين وتونسيين.
وعرفت الحادثة بعملية” الساق الخشبية” واستهدفت مقر منظمة التحرير الفلسطينية التي اتخذت من تونس ملجأ بعد أن تم تهجير المقاومة من الأراضي اللبنانية.
وقد سقط خلال عملية الساق الخشبية 50 شهيداً فلسطينياً و18 شهيداً تونسياً و 100 جريح.
وقد أعلن الكيان الصهيوني رسمياً مسؤوليته عن تلك الغارة الوحشية فور وقوعها وأعلن أنه قام بها في إطار حق الدفاع عن النفس.
وكان ياسر عرفات ليلة 30 من سبتمبر 1985 في منطقة حمام الشط، حيث قضى ليلته هناك وخرج صباح غرة أكتوبر يتمشى على شاطئ البحر، وعند الساعة التاسعة أبلغه مدير مكتبه العسكري بتأجيل الاجتماع، لأن عدداً من كبار الضباط لم يتمكنوا من الوصول إلى تونس بسبب حجوزات الرحلات الجوية، ما حتم تأجيل الاجتماع للمساء.
وغادر عرفات منطقة حمام الشط متجهاً إلى منطقة رادس جنوب العاصمة التونسية، لتقديم التعازي إلى عائلة وزير الدفاع التونسي الأسبق عبد الله فرحات والذي توفي قبل أيام.
وقد علم رجل الموساد أن عرفات أجل الاجتماع وغادر منطقة حمام الشط، لكن الطائرات الإسرائيلية كانت قد اقتربت من الشواطئ التونسية بقدر يستحيل معه إلغاء العملية.
وفي العاشرة تماماً أي بعد نصف ساعة من موعد بدء اجتماع القيادة العسكرية الفلسطينية، تم قصف المدينة بـ6 صواريخ على مقر قيادة الأركان الفلسطينية والتي كانت تستأجر منزلاً في منطقة حمام الشط، كما قصفت الطائرات الإسرائيلية مقر ياسر عرفات ومكتبه والمقر الخاص بحراساته.
نسمة