لا تزال الحقبة العثمانية في أذهان التونسيين، فقد ذاقوا مرارة الاستبداد والاستعمار لسنوات، وهذا ما جعل أية حركة سياسية من قبل تركيا تجاه تونس، تفهم على أنها تدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، وتأتي أيضا أيضا الخلافات السياسية الدولية مع تركيا، ففي تونس أحزاب متنوعة، وكل حزب يتبع بسياسته وآرائه لإحدى الدول الداعمة له، وتونس تعاني من تسلط قوى كبرى على عدة مؤسسات حكومية وخاصة، وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية التي أغرقت تونس بالديون.
و قامت شركة “تاف” التركية المستغلة لمطار النفيضة بالتحفظ على جميع الحسابات البنكية لمجمع الخطوط التونسية، وهذا ما أدى إلى إضراب مفتوح دعا إليه الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، والذي وصف هذه الخطوة بمحاولات لإعادة الدولة العثمانية في تونس، وقد تم إيقاف حركة النقل الجوي وكافة الرحلات حتى الدلخلية منها.
وقد صرحت الخطوط الجوية التونسية، بأن المستحقات لدى الشركة التركية تقدر بنحو 267 مليار دينار تونسي، “أي ما يعادل 80 مليون يورو”، وطالبت الشركة التونسية بمطالبة الخطوط التونسية بتسديد الديون المتراكمة أو جزء منها، ودعا الطبوبي إلى التصدي لهذا التصرف، وذكر التونسيين بأن الأسواق التونسية غارقة بالبضائع التونسية، وأضاف بأن هذه معركة جوهرية ووطنية بالأساس.