لم يتوان الصحراويون قيادة وشعبا في الانخراط في الهبة التضامنية مع الجزائر، اثر حرائق الغابات التي ادت الى استشهاد 65 شخصا ما بين عسكريين ومدنيين، وتسجيل خسائر مادية معتبرة، عبر 18 ولاية عبر التراب الوطني.
وأدى الصحراويون, امس الجمعة, صلاة الغائب, على أرواح شهداء حرائق الجزائر, تأكيدا على عمق العلاقات والروابط بين الشعبين الصحراوي والجزائري, وروح التضامن والمساندة والدعم بينهما.
وبعث رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد ابراهيم غالي, رسالة تعزية إلى نظيره الجزائري السيد عبد المجيد تبون, أعرب له فيها عن تعازيه الخالصة في ضحايا الغابات, التي نشبت في بعض الولايات الجزائرية, وما خلفته من ضحايا في صفوف المواطنين ومن خسائر وأضرار مادية.
كما عبر السيد ابراهيم غالي, عن تعازيه لأسر ضحايا الحرائق, وعن ثقته في قدرة الجزائر على تجاوز الصعاب, قائلا “ونحن نعبر عن ثقتنا في قدرة الجزائر العظيمة, وشعبها الأبي, على تجاوز أعتى الصعاب والتحديات, فإننا نسأل العلي القدير أن يرفع هذا البلاء عاجلا عن الجزائر, وأن يحفظ أرضها وشعبها الشقيق من كل مكروه”.
وجدد الرئيس الصحراوي باسم الصحراويين حكومة وشعبا “كامل التضامن والتعاطف والمؤازرة ” مع الجزائر وشعبها.
من جهته, عزى الوزير الأول الصحراوي, بشرايا بيون, الشعب الجزائري حكومة وشعبا, قائلا “نرفع أكف الضراعة إلى الله عز وجل أن يتغمد الشهداء بواسع الرحمة والمغفرة ويسكنهم فسيح الجنان, وأن يلهم أهلهم وذويهم والشعب الجزائري قاطبة جميل الصبر والسلوان, وأن يمن على المصابين بالشفاء والبرء العاجل”.
وأضاف بشرايا بيون: “إنها أوقات عصيبة ولحظات حزينة يشاطر فيها الشعب الصحراوي شقيقه وحليفه الشعب الجزائري العظيم, أعلى درجات التضامن وأقوى عرى التآزر وأنبل مشاعر التعاطف”, مردفا “تملؤنا الثقة المطلقة والإيمان الراسخ بأن الجزائر العظيمة, التي قهرت كل الصعاب وتصدت بحزم لأقوى التحديات قادرة ـ بعون الله وقوته ـ على التغلب على آثار هذه الفاجعة الأليمة وتجاوزها بكل ثبات وعزيمة, بفضل جهود أبنائها البررة المخلصين، ووعي شعبها الأبي, وحسن تدبير قيادتها الحكيمة”.
كما عبر الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة, عن تضامنه مع الشعب الجزائري, معزيا إياه, ومتمنيا الشفاء العاجل للمرضى, مضيفا ” إنطلاقا من اواصر المحبة والأخوة التي تجمعنا نعلن عن تضامننا الكامل واللامشروط معكم ومشاطرتكم الحزن والأسى”.
وبعث الصحراويون بتعازيهم الصادقة في الشهداء الذين قضوا في هذه الفاجعة, مواصلين “ونتضرع الى الله عز وجل بأن يتغمد أرواحهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح الجنان ويلهم أهلهم الصبر والسلوان, وأن يعجل بشفاء الجرحى والمعطوبين ويحفظ جزائر الشهداء ومكة الثوار من مكر الحاقدين ودسائس الأشرار”.
وفي السياق, قدمت رئيسة الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي أميناتو حيدار, تعازيها للجزائر في ضحايا حرائق الغابات المهولة التي اندلعت في عدد من مناطق الوطن, معربة عن إيمانها في قدرة الجزائر على الانتصار على كل المؤامرات و الدسائس التي تحاك ضدها.
وقالت الناشطة الحقوقية في رسالة تعزية, “قلوبنا تحترق معكم إخوتنا.. اللهم يا مغيث أغث أشقائنا بالجزائر الحبيبة”, مضيفة أنه “أمام هول فاجعة الحرائق التي ألمت بأشقائنا بالجزائر الحبيبة, أتقدم لهم بإسمي و نيابة عن كافة عضوات وأعضاء الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي, بأحر التعازي وصدق مشاعر المواساة, متضرعة إلى الله عز وجل أن يجعلها بردا وسلاما على أرض المجاهدين وأبنائها وبناتها, وأن يحفظهم من كل أذى ومكروه ومن كل مكائد ودسائس الأعداء المتربصين بهم”.
وفي لفتة تضامن ومرافقة, بعثت والي ولاية أوسرد عضو الأمانة الوطنية السيدة مريم السالك حمادة, رسالة مواساة ومساندة للجزائر حكومة وشعبا, وأعلنت عن شروع ولايتها في جمع تبرعات وهبات لفائدة العائلات الجزائرية المنكوبة .
وقالت مريم السالك احمادة: “إننا في ولاية أوسرد بالجمهورية الصحراوية, وعلى غرار كافة فئات الشعب الصحراوي, لنتداعى ألما لوجعكم ولنقف تضامنا ورفقة دائمة لجزائر النخوة والمواقف والرفعة والسؤدد التي عودتنا على وقوفها الداعم الدائم المنتصر المظلومين مهما كان وقع النائبات أو المحن وتكالبات الزمن, ولنا في تأريخ المواقف الجزائرية الخالدة مع الشعب الصحراوي المثال والقدوة والنموذج الفريد”.
وأضافت “اننا في ولاية آوسرد نتقاسم معكم هاته اللحظات العصيبة بالتضرع للخالق عز وَجل بأن تتغلب الجزائر الحبيبة على محنتها التي هي محنتنا جميعا, بأقل الخسائر, وفي أسرع الآجال , وما ذلك على الله بعزيز, وأنتم الذين اثبتم عبر التاريخ قدرتكم على اجتياز التحديات والصعاب في أحلك الظروف وأكثرها تعقيدا”.
وكالات