واعتبر مراقبون للأوضاع السياسية في تونس أن انتهاء نتيجة الدستور بكلمة “نعم” وهي تعني إنهاء عشرية الإخوان السوداء التي عاثت فساداً في البلاد وعبثت بمصالح التونسيين، ووقف توظيف الدين في السياسة، ومن ثم فتح آفاق جديدة للشعب وللدولة.
جمهورية بلا إخوان
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي إن مشاركة الشعب التونسي في الاستفتاء على الدستور الجديد بمثابة نجاح في التصدي لحملات الإخوان بالمقاطعة، ولكن هناك خطوات كثيرة يجب التمسك بها لمنع عودة الإخوان للمشهد السياسي مجدداً.
وأوضح فهمي في تصريحات خاصة لـ24 أن “الإخوان تنظيم ليس سهلاً ويمارس المراوغة باستمرار، وبناء عليه يجب اليقظة باستمرار بعد خطوة الاستفتاء على الدستور الجديد”، مشيراً إلى أن الدستور الجديد به إصلاحات تشريعية لمواجهة الفساد الذي مارسه الإخوان ويعمل على تحقيق التنمية الشاملة.
وأكد أستاذ العلوم السياسية أن محاولات الاخوان للمقاطعة لم تلق استجابة شعبية، ولم يستطع عناصر التنظيم تقديم خطاب تبريري لتلك المقاطعة، وجاء الاستفتاء لإنهاء حالة العداء التي تعيشها حركة النهضة منذ عام تقريباً، حين قرر الرئيس التونسي حل البرلمان، وتعطيل العمل بالدستور في 25 يوليو (تموز) في العام الماضي، مشيراً إلى أن الدستور الجديد خطوة جيدة يمهد الطريق المزيد من الخطوات للوصول لمنظومة إصلاح سياسي كامل والتصويت بالموافقة على الجمهورية الجديدة ستكون دون إخوان لأول مرة منذ 10 سنوات من الفساد والإرهاب ويجب التحذير من رد الفعل لحركة النهضة.
وينص الدستور التونسي الجديد على وجود نظام رئاسي يشمل صلاحيات الرئيس تعيين الحكومة والقضاة وتقليص النفوذ السابق للبرلمان، كما يخول له الدستور إقالة الحكومة دون أن يكون للبرلمان دور في ذلك.
التوافق السياسي شرط أساسي
فيما دعا الخبير السياسي الدكتور جمال سلامة إلى ضرورة التوافق بين الرئيس التونسي قيس سعيد مع الأحزاب السياسية الأخرى لمنع استقطاب حزب النهضة لباقي الأحزاب السياسية الأخرى في تونس.
وقال جمال سلامة في تصريحات خاصة لـ24 إن وضع الإخوان في تونس يختلف عن مصر، حيث ما زال حزب النهضة يمارس بعض الألاعيب السياسية التي تسعى لتعطيل التطورات السياسية، ولكن الشعب التونسي استطاع إيقاف تلك المراوغات بالاستفتاء على الدستور.
وأشار الدكتور سلامة إلى أن التصويت على الدستور أظهر أن الشعب التونسي لديه إصرار كبير على معاقة الإخوان بالقضاء سياسياً على منظومتهم ورفض خياراته والتصدي لفسادهم.
ووجه الرئيس التونسي قيس سعيد في كلمة ألقاها إثر تأديته لواجبه الانتخابي مساء أمس، انتقادات حادة لجماعة الإخوان وحركة النهضة، قائلاً: “ليسوا من هذا الشعب، الوطن خانوه، وباعوه ورهنوا البلاد إلى أطراف خارجية، ويطالبون الشعب بعدم التعبير عن إرادته”.
وأضاف “نحن أمام خيار تاريخي وللشعب التونسي أن يكون في الموعد مع التاريخ ولا يترك هؤلاء الذين يحرقون الغابات ويوزعون الأموال حتى لا يتوجهوا لصناديق الاقتراع”، مشيراً إلى أن السلطات الأمنية أوقفت أمس الأحد شخصاً يوزع أموالاً للتأثير على إرادة الناخبين.
ودُعي نحو 9 ملايين و278 ألفاً و541 ناخباً تونسياً، إلى الاقتراع على مشروع الدستور، من بينهم 348 ألفاً و876 ناخباً مسجلاً بدوائر الخارج، و8 ملايين و929 ألفاً و665 ناخباً داخل البلاد.
24 -أبوظبي