قال الرئيس التونسي قيس سعيد إن الاتهامات وما وصفها بالحمَلات المسعورة تهدف إلى تحريض الرأي العام وتأليبه ضد تونس، يأتي ذلك مع إعلان الحرس البحري التونسي ضبط أكثر 2500 مهاجر خلال يومين في عمليات تمشيط للسواحل.
وقال سعيِّد -في لقاء جمعه بمفوض الشؤون السياسية والسِلم والأمن بالاتحاد الأفريقي بانكولي اديووي، ومفوضةِ الصحة والشؤون الإنسانية بالاتحاد ميناتا ساماتي سيسوما- إن من يتحدث عن التمييز العنصري في تونس لا يعرف أو يتناسى مواقف شعبها من كل القضايا التي عانت منها الشعوب الأفريقية.
وأكد الرئيس التونسي رفض التمييز العنصري والاتّجار بالبشر. وأوضح أنه لا توجد دولة في العالم تقبل أن يكون على أرضها أشخاص خارج الأطر القانونية أو أن تتولى مجموعات إحداث محاكم خاصة بها، وفق تعبيره.
وكان سعيد شدد في خطاب قبل نحو أسبوعين على وجوب اتخاذ “إجراءات عاجلة” لوقف تدفق المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء إلى بلاده، مؤكدا أن هذه الظاهرة تؤدي إلى “عنف وجرائم”. وأثارت تصريحاته -والتي وُصفت بالعنصرية- ردود فعل منددة من قبل الاتحاد الأفريقي ومنظمات دولية، وقلقا أميركيا وأمميا.
وعبرت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية إيلفا يوهانسون عن قلقها تجاه تصريحات سعيد التي دفعت بأعداد من اللاجئين الأفارقة لمغادرة تونس خشية تعرضهم لمضايقات واعتداءات.
وقد رفضت السلطات التونسية الاتهامات بحق سعيد بالعنصرية، وأعلنت عن إجراءات لتسهيل إقامة اللاجئين الذين طالبوا بدورهم المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين بحمايتهم وتوطينهم في دول أخرى.
ضبط أكثر من 2500 مهاجر
وتأتي تصريحات سعيد أمس الجمعة، بعد إعلان الحرس الوطني التونسي عن ضبط أكثر من 2500 مهاجر أغلبهم من دول أفريقيا جنوب الصحراء في محاولات للهجرة غير النظامية نحو السواحل الأوروبية، وذلك خلال عمليات تمشيط على السواحل.
وأفاد المتحدث باسم الحرس الوطني حسام الدين الجبابلي بإنقاذ 1008 مهاجرين ليل الخميس الجمعة، وقبلها بيوم 1509 مهاجرين، من بينهم 75 تونسيا، وينحدر الباقون من دول أفريقيا جنوب الصحراء.
وإجمالا أحبط الحرس البحري خلال اليومين الماضيين 67 محاولة لاجتياز الحدود، كما انتشل في وقت سابق 14 جثة إثر غرق مركبين بسواحل صفاقس التي تعد منصة رئيسية لانطلاق قوارب الهجرة.
ويجري إيقاف المهاجرين بشكل يومي من قبل أجهزة الأمن على الحدود، بينما تواجه الحكومة التونسية ضغوطا من شركائها الأوروبيين لتعزيز جهودها في كبح موجات الهجرة غير النظامية المنطلقة عبر سواحلها.
وفي تونس أكثر من 21 ألف مهاجر من دول أفريقيا جنوب الصحراء بينهم طلبة، وفقا لإحصاءات رسمية. وتمثل تونس نقطة عبور لآلاف المهاجرين الآتين من دول جنوب الصحراء والمتجهين في رحلات غير نظامية بحرا إلى السواحل الأوروبية وتحديدا الإيطالية.
وتستقبل إيطاليا أعدادا كبيرة من المهاجرين الوافدين من تونس عبر البحر الأبيض المتوسط. وتفيد الأرقام الرسمية أن هذا البلد استقبل أكثر من 32 ألف مهاجر عام 2022 من بينهم 18 ألف تونسي.
المصدر : الجزيرة + وكالات