يجري الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، غدا الأربعاء، أول زيارة لدولة تونس، لتوسيع آفاق التعاون والشراكة مع الجار المغاربي.
وتونس هى المحطة الخارجية الثانية للرئيس الجزائري منذ توليه الحكم نهاية 2019 ، حيث سبقتها زيارته الأولى في فبراير/شباط 2020 إلى المملكة العربية السعودية.
وفقاً لبيان الرئاسة الجزائرية، حصلت “العين الإخبارية” على نسخة منه، فإن زيارة تبون إلى تونس تأتي بدعوة من نظيره قيس سعيد، وتدوم يومين.
وتندرج الزيارة- بحسب البيان، في إطار “تمتين علاقات الأخوة المتجذرة، بين الشعبين الشقيقين وتوسيع مجالات التعاون، والارتقاء به، إلى مستوى نوعي يُجسّد الانسجام التام والإرادة المشتركة، لقيادتي البلدين وشعبيهما”.
وكان الرئيس التونسي قيس سعيد قام زيارة رسمية للجزائر في فبراير/شباط 2020، بحث خلالها مع نظيره الجزائري عددا من الملفات المشتركة أبرزها الأزمة في جارتهما المشتركة ليبيا.
وأكد مراقبون آنذاك أن الزيارة شكلت لانطلاقة علاقات “استراتيجية” البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والإقليمية، وتبنى البلدان مواقف مشتركة في عدة قضايا إقليمية أبرزها الوضع في ليبيا.
اتفاقيات تعاون
واستبق البلدان المغاربيان زيارة الرئيس الجزائري إلى تونس بتكثيف الزيارات المتبادلة على أعلى مستوى تحضيرا للقمة الجزائرية – التونسية.
وفي 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحثت رئيسة الوزراء التونسية بالجزائر العاصمة مع نظيرها الجزائري أيمن بن عبد الرحمن “تنويع التعاون والتحضير للاستحقاقات الثنائية الهامة المقبلة”.
والجمعة الماضي، وضعت الجزائر وتونس عدة اتفاقيات اقتصادية وتجارية بينهما عقب زيارة أيمن بن عبد الرحمن بهدف توقيعها خلال قمة رئيسي البلدين.
وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء الجزائري اطلعت “العين الإخبارية” على تفاصيله بأن زيارة أيمن بن عبد الرحمن “توجت بتحضير اتفاقيات تعاون في عدة قطاعات اقتصادية من طاقة وصناعة وتجارة وأشغال عمومية، تمهيدا للتوقيع عليها خلال زيارة مرتقبة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال الأيام القادمة”.
وتعلقت الاتفاقيات بقطاعات المالية والطاقة والمناجم والصناعة والتجارة والنقل والأشغال العمومية والصحة.
وأكد البلدان رغبتهما في تحقيق “الاندماج والتكامل بين البلدين والتنسيق الاستراتيجي بينهما، وكذا تنمية “المناطق الحدودية واستكمال المشاريع الاندماجية في البلدين من أجل تعزيز دعائم التنمية المندمجة التي يطمح البلدان إلى تحقيقيها، وفقا للرؤية المشتركة لقائدي البلدين”.
دعم مطلق
وفي وقت سابق، شدد الرئيس الجزائري على أهمية زيارته إلى الجارة الشرقية تونس، وكشف عن أن وفد بلاده سيضم “نصف عدد الطاقم الحكومي” في إشارة إلى البعد الاستراتيجي الذي باتت تراه الجزائر في تونس، بحسب خبراء.
ومنذ القرارات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد بحل البرلمان بهدف وقف فساد حركة النهضة الإخوانية، أكدت الجزائر “دعمها المطلق لتونس ورفضها التدخل في شؤونها الداخلية”.
واعتبر الرئيس الجزائري في تصريحات سابقة أن “ما يمس تونس يمس الجزائر”، وأبدى “امتعاضاً” مما أسماه “تدخل أطراف دولية” لم يسمها في محاولة “تشكيل الحكومة التونسية الجديدة”.
ويرتبط البلدان منذ عدة سنوات بتنسيق أمني كبير، خصوصاً بعد تدهور الوضع الأمني في ليبيا، وتزايد نشاط الجماعات الإرهابية التي تبايع تنظيم داعش الإرهابي على حدود البلدين، وتحديدا في جبال الشعانبي المشتركة بين البلدين.
المصدر وكالات