بعث رئيس الجمهورية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي رسالة الى الأسرة الإعلامية الجزائرية بمناسية اليوم الوطني للصحافة، أشاد فيها بدور وسائل الإعلام الجزائرية في مرافقة الشعب الصحراوي في مسيرته التحررية .
نص الرسالة :
رسالة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، إلى الصحفيات والصحفيين الجزائرين، بمناسبة اليوم الوطني للصحافة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات والإخوة الصحفيين الجزائريين،
وأنتم تحتفلون، ومعكم الشعب الجزائري الشقيق قاطبة، باليوم الوطني للصحافة الجزائرية، فإنني أسعد جدا وأنا أنتهز هذه السانحة لأتقدم إليكم، باسمي الخاص وباسم شعب وحكومة الجمهورية الصحراوية، بأحر التهاني وأصدق الأماني، راجياً من الله العلي القدير أن يعيد عليكم المناسبة بمزيد من التقدم، وقد تعززت مكانتكم ودوركم في وطنكم وفي العالم.
وإننا لنتوجه إلى الجزائر الشقيقة لنهنئها على ما حباها الله به من نساء ورجال أكفاء، وطنيين مخلصين أوفياء، حملوا على عاتقهم مهمة نبيلة سامية، ألا وهي الرسالة الإعلامية التي رافقت وترافق بكل اقتدار مسيرةالشعب الجزائري البطل، سواء خلال مرحلة التحرير إبان حربه التحررية المظفرة، أو خلال مرحلة الاستقلال في كنف الدولة الجزائرية التي تخطو اليوم خطوات جبارة نحو مزيد من التقدم والرقي والازدهار، بقيادة السيد الرئيس عبد المجيد تبون.
وإن الشعب الصحراوي ليستحضر بكل تقدير وامتنان واعتزاز ذلك الدور المميز والحضور البارز للإعلاميين الجزائريين، منذ بواكير ثورته ضد الوجود الاستعماري الإسباني، وخلال حربه التحريرية المتواصلة ضد الاحتلال المغربي الغاشم الذي أراد ممارسة إبادة حقيقية في حق الأبرياء العزل الصحراويين، في غياب كامل لوسائل الإعلام.
لكن هيهات، فقد انبرى للتصدي لذلك التعتيمصحفيون وصحفيات من الجزائر، جزائر ثورة الأول من نوفمبر المجيدة، جزائر المواقف المبدئية الراسخة التي يتبناها شعب بطل عظيم، ذاق طعم الظلم والاستعمار، فأصبح نصيراً دائماً لكل الشعوب والمضطهدة في العالم، وفي مقدمتها الشعب الصحراوي الجار الشقيق.
وقد كشف الإعلاميون الجزائريون، بكل حرفية ومهنية وموضوعية، الممارسات الإجرامية لدولة الاحتلال المغربي منذ أول وهلة، وأطلعوا العالم، بالصوت والصورة، بالقلم والورقة، على جرائمها البشعة، ومحاولاتها اجتثاث الوجود الصحراوي بكل وسائل التدمير والخراب، بما في ذلك بقنابل النابالم والفوسفور الأبيض، المحرمة دولياً.
وظل هذا الحضور الإعلامي الجزائري مرافقاً لكفاح الشعب الصحراوي العادل في كل مراحله، مواكباً لتطوراته، ناقلاً دائماً لواقع الشعب الصحراوي ونضالاته، في كل الجبهات، من ميادين القتال، بين ظهران مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، إلى مخيمات العزة والكرامة والأراضي المحررة والمهجر، وصولاً إلى جبهة الأرض المحتلة وانتفاضة الاستقلال، ومواقع الفعل النضالي الصحراوي عامة، على الواجهات الدبلوماسية والقانونية والقضائية وغيرها.
ولا شك لدينا اليوم في أنكم تدركون حجم المؤامرات والمناورات التي تحيط، ليس فقط بالشعب الصحراوي وكفاحه العادل، ولكن بكل بلدان وشعوب المنطقة، جراء انخراط دولة الاحتلال المغربي في سياسة عدوانية تصعيدية، لم تكتف بتدفق مخدراتها لدعم وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية، بل بتدشين تحالفات مشبوهة مع قوى استعمارية معروفة، وفتح المجال أمام أجندات أجنبية تخريبية تهدد السلم والأمن والاستقرار في كامل المنطقة.
كما أننا متيقنون بأنكم ستبقون كما كنتم دائماً، متمسكين بمثل ومبادئ الشرعية والقانون ومبادئ وتاريح ثورة الأول من نوفمبر المجيدة، لا تخشون في الحق لومة لائم، مناصرين للقضايا العادلة، وفي مقدمتها كفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال.
وإنها لمناسبة لنترحم على كل شهيدات وشهداء الواجب الوطني من الإعلاميين الجزائريين عامة، خاصين بالذكر أولئك الذين رافقوا كفاح الشعب الصحراوي في مختلف مراحله وفارقونا مرابطين على عهد الصدق والمصداقية والموضوعية في خدمة قضية عادلة، متمنين موفور الصحة والعافية والتوفيق للذين لا يزالون يواصلون على الدرب، وما بدلوا تبديلاً.
أيتها الأخوات، أيها الإخوة، أعضاء الأسرة الإعلامية الجزائرية، في اليوم الوطني للصحافة، لكم منا مجدداً صادق التهاني وطيب الأماني، وفقكم الله وسدد خطاكم، وعاشت الأخوة الصداقة بين الشعبين الجزائري والصحراوي، وتقبلوا أسمى عبارات التقدير والاحترام.
إبراهيم غالي،
رئيس الجمهورية الصحراوية،
الأمين العام لجبهة البوليساريو . (واص)