في جناح الجزائر بمعرض «إكسبو 2020 دبي» تقف صامتاً.. يجول بخاطرك تاريخ البلاد الحافل بتضحيات مليون ونصف المليون شهيد، قاوموا الاستعمار الفرنسي، حتى رحل وتحقق تحرير واستقلال الجزائر. الجناح مصمم على شكل حي القصبة بالعاصمة الجزائرية الذي خرجت منه الثورة الجزائرية، ملحمة وفاء وانتماء للوطن والشهداء. زوار الجناح يشعرون بأنهم أمام حصن منيع كل حجر فيه يحمل بصمة من التاريخ.
ورغم الغوص في أعماق التاريخ وتراث البلد العريق، يرفع الجناح شعار «الجزائر.. بوابة إلى المستقبل» في ربط واضح بين الماضي والحاضر والمستقبل.
يقع الجناح في منطقة «التنقل» على مساحة 1300 متر مربع، ويعرض كل أشكال التنقل وأنواعه عبر العصور، وكيف أثّر تطور التنقل في التقدم البشري ويستشرف مستقبل تقنيات الحركة.
وتتشابه الحياة في الجزائر مع منطقة التنقل وطبيعته، حتى المنازل البدائية كانت مُتنقلة، وهو ما يسمح للزوار بالاستمتاع بنعم الطبيعة أينما وُجدت، ويساعد على الهروب من نقمها. ويعد التنقل رحلة متعددة الخطوات، تنطلق كل خطوة فيها من إدراك الخطوة السابقة، والبناء على آلاف الابتكارات البشرية بحسب موقع «إكسبو».
بوابة بواجهتين
يتكون مدخل الجناح من بوابة كبيرة على واجهتين برونزيتين مزخرفتين بنمط هندسي، إحداهما أطول وأعلى من الأخرى ما يخلق دراماتيكية في التصميم. وتبدأ الرحلة في ساحة خارجية على شكل ساحات مدينة القصبة القديمة، لتأخذك عبر بوابة فريدة إلى المستقبل ومن ثم إلى معرض مشوّق للتعرف إلى الثروات الثقافية والبيئية في الجزائر، عبر مشاهدة فيلم عالي الدقة، واستكشاف معالم الصحراء وأصواتها، حيث تشارك الجزائر بصورة بلد فخور بأصوله وتاريخه، وعزمه على تحقيق الحداثة والسلام والتطور، وصولاً إلى «بوابة المستقبل»، التي تمثل الكثير من المشروعات الجاري تنفيذها، وتمثل خطوة كبيرة في تطوير البنى التحتية للدولة.
الحضارة الجزائرية
تتجلى موروثات الثقافة الجزائرية في الجناح الذي يقدم شرحاً تاريخياً لمكونات حضارة البلاد، التي يتجسد تاريخها في كل جوانب الجناح، بدءاً من نبذة تاريخية عن سكان الجزائر والخطوات التي قطعتها البلاد في التقنيات الجديدة، فضلاً عن عرض مسار الطريق العابر للصحراء والمدينة الجديدة الذكية في «بوقزول» المزمع إنشاؤها في 2030.
المستقبل
تشكل بنية الجناح وسرده «السينوغرافي» بوابة إلى المستقبل، إذ ينطلق من عرض لتراث البلاد ودورها الرائد في إفريقيا، كما يعتمد على الحركية التي تعرفها الدولة، ومرت بمراحل متباينة في تاريخها، وتطمح إلى الانتقال إلى مراحل أخرى مزدهرة.
عرّف الجناح بمدنها الرئيسية، بدءاً بولاية تمنراست التي تمثل نموذجاً لرحلة الترابط، وتوفّر نظرة على التطورات في قطاع الاتصالات وإطلاق ستة أقمار اصطناعية، منها أربعة لرصد الأرض، واثنان اصطناعيان عاليا الدقة، ومن ثم الانتقال إلى ولاية عين صالح، وهي نموذج الرحلة إلى الطاقة المستدامة، حيث تمتلك الولاية مدناً متخصصة و33 محطة لتوليد الطاقة المتجددة، وهي: الشمسية، والرياح، والحرارية الكهرومائية. كما يضيء الجناح على كون الجزائر واحدة من كبرى الدول المصدرة للنفط.
رحلة إلى غرداية
ويستعرض الجناح مميزات ولاية غرداية، التي تمثّل المصدر الأساسي لموارد المياه، السطحية، والجوفية، وجهود تحلية المياه التي تبذلها الجزائر لتوفير مصادر مستدامة، حيث تعدّ ولايتا غرداية وتمنراست أكبر منطقتين للموارد الطبيعية، وتمتلكان أهم مدن الواحات في الجزائر.
يشرح الجناح أهم الفرص في مدينة بوغزول في ولاية المدية المدينة ذات الألف عام، حيث تشكّل المدينة نقطة رئيسية لوصلات الطرق، والمكان الأمثل لبناء مدينة المستقبل الجديدة، التي ستدعم 300 ألف شخص بحلول عام 2025.
وتنتهي الرحلة في الجزائر العاصمة، التي تشكّل محور ربط بين قارتي إفريقيا وأوروبا، واللقاء بين مختلف الدول، إذ تمتلك شبكة من خطوط أنابيب الغاز، ووضعت خطة متكاملة لتوسيع شبكة الطرق بحيث تربط الجزائر، وتشاد، ومالي، وتونس، والنيجر، ونيجيريا، وإنشاء 74 مركزاً حضرياً يسكنها 60 مليون شخص، يستطيعون الاستفادة من شبكة الطرق ليصبحوا متصلين بتلك الدول.
الإرث الجزائري
ويستعرض الجناح الفرصة السانحة للزوار للتعرف من قرب إلى خصال الإرث الجزائري الغني بالتراث والتاريخ الثقافي والعادات والتقاليد الجزائرية الأصيلة، وصولاً إلى استشراف المستقبل الواعد للدولة وهو مشروع اقتصادي تنموي أنجزته الجزائر بالتنسيق مع خمس دول إفريقية وهي تونس والنيجر ونيجيريا ومالي وتشاد، الغرض منه تسهيل الحركة التجارية بين الدول الإفريقية وتعزيز التنمية المستدامة.
وكالات