تمكنت الجزائر من قطع أشواط كبيرة في مجال تحقيق الأمن الغذائي الوطني، من خلال تنفيذ جملة من الاستراتيجيات والتي مكنتها من مواجهة الظرف الدولي الصعب.
ففي الوقت الذي يسجل فيه العالم صدمات متتالية منذ سنتين أدت إلى تزايد عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع إلى أكثر من 828 مليون شخص، وفقا للأرقام التي كشفتها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو”، الأحد، فإن الجزائر تعد من أكثر الدول استقرارا في العالم من حيث الأمن الغذائي.
ووفقا لأحدث تقرير لمنظمة الفاو، فإن الجزائر لا تزال تحتل ريادة ترتيب الدول الإفريقية من حيث تحقيق الأمن الغذائي.
وجاء في هذا التقرير أن مؤشر انتشار نقص التغذية في الجزائر لا يزال في مستويات أقل من 2.5 بالمائة من إجمالي السكان خلال 2021، مؤكدا أن الجزائر تعد الدولة الوحيدة في إفريقيا التي لا تتجاوز هذا المعدل، بينما بلغ فيه نفس المؤشر في كامل القارة نسبة تتجاوز 19.1 بالمائة.
وتعتبر الجزائر إحدى الدول العشر خارج أمريكا الشمالية وأوروبا التي لم تتجاوز عتبة الأمن الغذائي (نسبة 2.5 بالمائة)، وفقا لبيانات الفاو.
ويعرف العالم تهديدات كبيرة من حيث الأمن الغذائي بالنظر لتداعيات جائحة كوفيد-19 وما تبعها من تعطل سلاسل الإمداد وارتفاع تكاليف الشحن.
لكن توجه الجزائر نحو زيادة الاعتماد على القدرات الوطنية لإنتاج المواد الغذائية، لاسيما في قطاعي الفلاحة والصيد البحري، مكّن البلاد من امتصاص هذه الصدمات والتخفيف من حدتها.
وبفضل هذه الجهود، يغطي الإنتاج الفلاحي في الجزائر اليوم، ما نسبته 74 بالمائة من الحاجيات الوطنية، وفق آخر المعطيات المعلن عنها من طرف الحكومة، حيث ساهم القطاع خلال سنة 2021 بما يفوق 14.1 بالمائة من الناتج الداخلي الوطني الخام ويمثل ربع اليد العاملة الناشطة وطنيا بنحو 2.7 مليون عامل.
وتمكن إنتاج القطاع الفلاحي خلال 2021 من بلوغ قيمة تقدر بـ4500 مليار دج بفضل المساعي التي باشرها القطاع لتحديث الزراعة وتلبية الاحتياجات الوطنية بما يحقق الأمن الغذائي للبلاد.
الشروق