اتهم عبد المجيد شيخى، المدير العام للأرشيف الوطنى الجزائرى ومستشار رئيس الجمهورية، فرنسا بالقضاء على المجتمع المتعلم فى الجزائر خلال العقود الأولى للاستعمار، معتبرًا أن مؤرخيها تجاهلوا الأمر عمدًا.
وفى ندوة حول “دور المجتمع المدنى فى المحافظة على الذاكرة التاريخية” فى بسكرة شمال شرق الجزائر، قال شيخى إن “فرنسا قتلت كل من يقرأ ويكتب خلال الـ30 سنة الأولى من الاحتلال”.
وحسبما نقلت عنه صحيفة “النهار” الجزائرية، أشار شيخى إلى أن “الفرنسيين كتبوا ما يريدون، حيث قاموا بكتابة التاريخ بنظرة لائكية ـ العلمانية الفرنسية ـ للظروف آنذاك”، منددًا بـ “المؤامرات والتكالب على الجزائر التى لم تسلم من الجيران أو ممن يمكن اعتبارهم أعداء أو أصدقاء”، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول طبيعة هذه المؤامرات.
واعتبر مستشار الرئيس الجزائرى، أن الظروف الحالية “تتطلب من الجميع التمسك بالوحدة الوطنية والحفاظ على رصيد الذاكرة الوطنية التى تتحطم عليها كل المناورات”.
وكان شيخى، دعا الباحثين والمؤرخين إلى الابتعاد عن “المدرسة الفرنسية فى البحث التاريخى، من خلال انتهاج تحليل حقيقى يفضى إلى كشف الحقائق”.
وكلف الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون فى يوليو الماضى، عبد المجيد شيخى بالعمل على ذكرى الاستعمار وحرب الجزائر (1954-1962) مع المؤرخ الفرنسى بنجامين ستورا.
وتعهد تبون بمواصلة الجهود من أجل “استجلاء مصير المفقودين أثناء حربنا التحريرية” و”تعويض ضحايا التجارب النووية” الفرنسية فى ستينات القرن المنصرم.
واعتبر الرئيس الجزائرى أن “الأحداث والوقائع لا تسقط من تاريخ الأمم بالتقادم، بل إن النزاهة تقتضى تغلب الإرادة والصدق على ما سواها من اعتبارات ضاغطة”.
ومن جانبه، اتخذ الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون سلسلة “خطوات رمزية” فى إطار “مصالحة الذاكرة” بين البلدين، وذلك قرب موعد الذكرى الستين لاستقلال الجزائر، الموافق 5 يوليو 1962.