بعث رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، رسالة بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وقال الرئيس تبون في رسالته، أن الجزائر تستذكر بإجلال التضحيات الجسيمة للشعب الفلسطيني ومعاناته الطويلة من المكائد والمحن التي استهدفت أرضه ووحدته ومقدساته، مؤكدا رفض التام لكل المحاولات الرامية إلى طمس هذه القضية العادلة، سواء من خلال فرض سياسة الأمر الواقع أو محاولات القفز على حقائق التاريخ والشرعية من خلال صفقات وهمية.
وتابع “نجدد التأكيد بهذه المناسبة على دعم الجزائر الثابت لكفاح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في سبيل استرجاع كافة حقوقه غير القابلة للتصرف”.
النص الكامل للرسالة :
“بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين، ونحن نحتفي باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في ظروف خاصة وأليمة يطبعها عدوان الاحتلال الهمجي على قطاع غزة والأراضي المحتلة، نجدد بهذه المناسبة التأكيد على التزام الجزائر الثابت بدعم الكفاح المشروع للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في سبيل استرجاع كافة حقوقه غير القابلة للتصرف أو المساومة، وعلى رأسها حقه في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من جوان 1967 وعاصمتها القدس الشريف وفق القرارات الأممية والمرجعيات الدولية ذات الصلة.
إننا، وإذ نستذكر بإجلال التضحيات الجسيمة للشعب الفلسطيني ومعاناته الطويلة من المكائد والمحن التي استهدفت أرضه ووحدته ومقدساته، نتوجه بتحية إكبار إلى هذا الشعب الصامد رغم كل الانتهاكات الفظيعة التي يتعرض لها والمحاولات اليائسة لتصفية قضيته والإجهاز على الأسس التي يمكن أن يقوم عليها أي حل يضع حدا للاحتلال وينهي مأساة الأشقاء الفلسطينيين.
يأتي هذا اليوم التضامني في سياق يواجه فيه الشعب الفلسطيني في ربوع أراضيه، لاسيما في قطاع غزة، عدوانا إجراميا فظيعا يستهدف تصفيته عرقيا، فالاحتلال الصهيوني الذي فشل في إطفاء شعلة النضال والكفاح في قلب هذا الشعب الصامد، يحاول هذه المرة من خلال ارتكاب جرائم شنيعة من مصاف الجرائم ضد الإنسانية والفصل العنصري وجرائم الإبادة إلى إزالته وجوديا، وهو وضع يضاف إلى الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة ويشكل إمعانا في التقتيل والتدمير والتجويع والتيئيس وضربا للإنسانية في صميم مبادئها.
يحدث كل هذا في وقت يظهر فيه المجتمع الدولي وأجهزة منظمة الأمم المتحدة المختصة فشلا معيبا وخطيرا في إيقاف آلة الحرب الجنونية المسلطة على شعب أعزل، وهو ما يضع على عاتقنا نحن دعاة السلام العادل، مسؤولية بذل المزيد من الجهود والعمل على إعلاء مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني ووضع حد للظلم التاريخي المسلط عليه وعلى التحرك الفوري والعاجل من أجل إنقاذ مسار السلام الذي يعرف انسدادا غير مسبوق، ولن يكون ذلك ممكنا إلا من خلال إجبار الاحتلال على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية والالتزام باحترام قواعد القانون الدولي والمضي قدما في تعزيز المكاسب القانونية والدبلوماسية للشعب الفلسطيني، خاصة من خلال تكثيف الجهود لتمكين فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة.
وبهذه المناسبة، أجدد رفض الجزائر التام لكل المحاولات الرامية إلى طمس هذه القضية العادلة، سواء من خلال فرض سياسة الأمر الواقع التي يسعى الاحتلال عبرها إلى المساس بهوية المقدسات الإسلامية والمسيحية في الأراضي المحتلة أو تغيير تركيبتها الديمغرافية عبر سياساته الاستيطانية أو محاولات القفز على حقائق التاريخ والشرعية من خلال صفقات وهمية لن تغير من جوهر القضية شيئا، بل إن مصيرها كما أكدته كل التجارب التاريخية السابقة آيل إلى الزوال ولو طال الزمن.
ختاما، أود أن أؤكد أن الجزائر التي دفعت الثمن غاليا لاستعادة سيادتها واستقلالها، والتي كانت أرضها شاهدة على إعلان قيام الدولة الفلسطينية قبل خمس وثلاثين سنة، ستبقى على العهد داعمة لقضايا التحرر ولن تألو جهدا في دعم صمود الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه كاملة غير منقوصة. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.