كشفت الصحافة الإسبانية أن الجزائر لن تعتمد بعد الآن على إسبانيا التي تصدر الحديد مقابل 250 مليون أورو.
وقد قررت الجزائر بحزم وسرعة إغلاق الباب أمام التجارة والاستثمار الإسباني. بعد تعليق معاهدة الصداقة بين البلدين، والتي تعني عمليًا انتهاء العلاقات.
وفي جوان الماضي، قررت الجزائر تأميم بناء وإدارة وصيانة محطات تحلية المياه. وهو عمل رئيسي شاركت فيه الشركات الإسبانية المتعددة الجنسيات بنشاط. والتي كانت تتحكم في سبعة من 11 محطة تم بناؤها بالفعل.
كما أعلنت الجزائر بدء العمل في منجم للحديد يعد الأكبر في العالم بولاية تندوف بأقصى جنوب غربي البلاد.
وسيجعل استغلال منجم غار جبيلات، التي تنتج حاليًا خمسة ملايين طن فقط من الحديد والصلب سنويًا. الجزائر رائدة في صناعة الحديد والصلب في إفريقيا.
كما أقر وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب أن المشروع سيغطي جميع أنشطة تحويل الحديد في البلاد. وتجنب إنفاق 1.9 مليار دولار على استيراد هذا المنتج.
حتى الآن، كانت 8٪ من مبيعات إسبانيا للجزائر من الحديد والصلب وبلغ مجموعها حوالي 250 مليون أورو.
ولا يشمل المشروع تصميم المصنع فحسب، بل يشمل أيضًا البنية التحتية اللازمة لنقل المعادن.
وقد أعلنت ولاية تندوف أمس الثلاثاء، انه تمت عملية الرمي بالمتفجيرات رقم 03 بنجاج. حيث ستسمح هذه العملية باستخراج كميات معتبرة من خام الحديد.
ووفقا لبيان مصالح ولاية تندوف، فإن كميات الحديد المعتبرة سيتم إرسالها برا إلى الشمال. لتحويل جزء منها في الخارج عند الشركاء الاقتصادين في الصين وروسيا، والجزء الآخر لبعض شركات التحويل للحديد والصلب في الجزائر .
للإشارة فقد تم إعطاء إشارة انطلاق استغلال غار جبيلات غرب من قبل وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب نهاية شهر جويلية الماضي.
فوج عمل “صيني -جزائري” لإعداد خارطة عمل لتجسيد مشروع منجم غار جبيلات
وقد إستقبل وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، 8 ماي الماضي وفدا من الشركة الصينية لإنشاءات الهندسة المدنية المتخصصة “سي سي او سي سي”. بقيادة مديرها العام زونغ بانفنغ.
وتطرق عرقاب مع مدير الشركة المتخصصة في البناء والسكك الحديدية والاشغال العمومية إلى المشاركة في مشروع إستغلال منجم الحديد بغار جبيلات.
وبعد أن استعرض الطرفان العلاقات الثنائية الممتازة بين الصين والجزائر. و التعاون المثمر بين مؤسسات البلدين لاسيما في مجال الطاقة والمناجم. قدّم عرقاب خلال هذا اللقاء عرضا عن المشروع الهيكلي لاستغلال منجم الحديد بغار جبيلات. الذي يندرج ضمن التزامات رئيس الجمهورية بخصوص حشد واستغلال القدرات المنجمية للبلاد.
وأبرز الوزير عرقاب، أنه سيتم في إطار هذا المشروع إنجاز عدة هياكل ومنشآت قاعدية لإنتاج الحديد والصلب. وهياكل تخزين المعدن الخام المجمع من مواقع الإستغلال. بهدف شحنها وتصديرها باستعمال شاحنات كهربائية وقطارات خاصة.
وأضاف البيان، أن الوزير عرقاب أكد عزم الجزائر إنشاء خطوط سكك حديدية تربط ولايتي تندوف وبشار . لنقل خامات الحديد ومنتجاتها. كما تم إقتراح تكوين فريق عمل متكون من إطارات من وزارة الطاقة والمناجم، ومن وزارة النقل وكذا من الشركة الصينية، قصد وضع خارطة عمل لتجسيد هذا المشروع.
من جهته، أبدى المدير العام للشركة الصينية لإنشاءات الهندسة المدنية استعداد ورغبة الشركة للمشاركة في هذا المشروع “الهام”. لتحقيق المزيد من التقارب والتعاون في هذا المجال. بما يحقق المصالح المشتركة وتقديم الخبرات اللازمة والتكوين.
النهار