يرى مجاهد الولاية الثانية وعضو الأمانة الوطنية للمجاهدين صالح بولعوير، الذي حل ضيفا على جريدة «الشعب»، في إطار الاحتفال بالذكرى 60 لاستقلال الجزائر، أن النقد البناء والإيجابي لزعماء الثورة واختلاف الآراء والتوجهات أمر مقبول ولا يدعو للتشكيك في وطنية رموز الثورة التحريرية ولكن غير مسموح التطاول على من كان لهم الفضل في تمكين الوطن من استرجاع السيادة.
يحاول مشككون في التاريخ الوطني، من خلال تخوين زعماء وطنيين، ضرب الجزائر واستهداف وحدتها وكأنهم يجهلون الامتداد التاريخي للجزائري وتمسكه بهويته عبر أزمات وثورات ومقاومات رفضت، منذ الأزل، أن تكون مسلوبة الأرض والحرية، بفضل رجالها المخلصين الذين آثروا تقديم دمائهم وأرواحهم ثمنا لتحرير وطنهم من رجس الاحتلال الفرنسي.
وتحدث المجاهد بولعوير، عن الحاجة لإبراز إيجابيات الثورة وترسيخ الوعي وروح المواطنة لدى الشباب والسعي للحفاظ على الذاكرة والاهتمام أكثر بكتابة تاريخ الجزائر المجيد في مختلف المراحل التي عاشتها البلاد وإعطاء الثورة التحريرية تركيبتها الحقيقية، قائلا إن الكتب والروايات المتوفرة إلى حد الآن عن الثورة وتاريخ الجزائر لم تكن بالمستوى المطلوب ولا تمثل القيمة الحقيقية لتاريخ بلادنا، خاصة وأن المؤرخ مسؤول عن تبليغ رسالة الشهداء الأبرار على أكمل وجه.
وتابع أن فحص الروايات التاريخية وجمع الشهادات الحية أمر مهم لمعرفة الحقائق عن تاريخ الثورة، خاصة مع النقص المسجل في الوثائق المؤخرة، مضيفا أن التوقف عن البحث والكتابة في التاريخ ونشر بالخصوص مذكرات المجاهدين بسبب التناقضات في مضامين النشر والاختلاف في بعض الوقائع والأحداث لا يعد حلا صائبا وإنما يمكن أن يخلق مشاكل على مستوى الأجيال.
وقال إنه يفضل الاستمرار في تنويع وإثراء المصادر التاريخية وعدم الملل من الكتابة في تاريخ الجزائر المجيد من أجل إيصال الحقيقة التاريخية، على اختلافها، إلى عامة الشعب الجزائري في إطار المحافظة على الذاكرة الوطنية، خاصة وأن حمايتها واجب مقدس يتحمله الجميع.
واعتبر مجاهد الولاية الثانية وعضو الأمانة الوطنية للمجاهدين، أن الإنكار لا يفضي إلى شيء والحقائق حتى مع محاولات إخفائها اليوم ستظهر بتفاصيلها في وقت لاحق وإن طال الزمن، مشيرا إلى أن الاختلاف في الرأي والتوجه بين قادة وزعماء الثورة، كلها تجتمع حول هدف واحد، هو استقلال الجزائر ولا تعطي الحق للإساءة والتشكيك في بعض الشخصيات التاريخية ورموز الثورة، لأنها تعد محاولات للمس بالذاكرة الوطنية وضرب الوحدة والانسجام والتلاحم الذي يتميز به الشعب الجزائري. ودعا بولعوير المؤرخين الجزائريين إلى الاجتهاد والوعي بضرورة إنجاز كتابة حقيقة لتاريخ الجزائر بجميع التفاصيل والتحلي بالقيم وحب الوطن قبل كل شيء، بالإضافة إلى التعمق أكثر في كتابة التاريخ ودراسته والاستفادة من تكوين في قواعد رسالة التبليغ وترقية البحث العلمي والأكاديمي في مجال التاريخ.
يومية الشعب