ألغت الأديبة التونسية فضيلة الشابي لقاء دعيت له في “بيت الرواية” احتجاجًا على الموقف التطبيعي لمديره “كمال الرياحي”.
يذكر أن فضيلة الشابي شاعرة وروائية تونسية من مواليد سنة 1946 من أصيلي مدينة توزر بالجنوب التونسي، وتنحدرالكاتبة من عائلة زيتونية (نسبة لجامع الزيتونة)، وهي متحصلة على العديد من الجوائز الوطنية والدولية، وتمثل الشابي واحدة من أهم الكاتبات التونسيات وأغزرهن إنتاجا عبر تاريخ الأدب التونسي، وتربطها علاقة قرابة بالشاعر الكبير أبي القاسم الشابي صاحب “أغاني الحياة” الذي منه البيت الشهير “إذا الشعب يوما أراد الحياة/ فلابد أن يستجيب القدر” الذي أصبح عنوان للثورات العربية وشعارا لها.
وقالت الشابي “أبعد التطبيع السياسيّ لبعضهم تنجو من الحين نبتة أخرى سامّة في الزمن العربيّ الرّاكد؟ هذا الزمن الذي تملؤه رطوبة العفن والعهر السياسيّ والفكريّ”.
وأضافت “هذا الزمن الذي كان رقص فيه أنصار مع المحتلّ للأرض العربية رقصة الخزي رافعين سيوفهم، والسيف رمز النخوة العربيّة، هذه النبتة الطفيليّة السامّة هي ما يسمّى التطبيع الثقافيّ مع الكيان الصهيونيّ المحتل للأرض الفلسطينيّة ولشعبها المقاوم الأبيّ”.
وأكملت “هذا الكيان الذي قويت شوكته لأنّها تتغذّى من طحالب الوقت العربيّ الآسن، في وقت ليس هو بالحياة وليس هو بالموت وتضخّ هذا الكيان بعض المصالح الحاقدة الفاعلة في بعض الدول الكبرى بقوى التدمير والتحطيم لبلادنا العربيّة ولشعوبنا مستعينة بقوى الرّدّة في بلداننا”.
وذكرت “في مستنقع هذا التطبيع الثقافي مع العدوّ الصهيونيّ، سقط كاتب تونسيّ وهو كمال الرياحي بقبوله ترجمة روايته إلى اللغة العبريّة، ونحن كاتبات وكتّاب تونس نحن كاتبات وكتّاب اللغة العربيّة، نرفض رفضا قاطعا لأيّ تطبيع سوى كان سياسيّا أو ثقافيّا مع هذا الكيان الصهيونيّ الفاشستيّ الغاشم”.
وأكدت “نحن بناة الزمن العربيّ الآخر لأجيالنا الحاضرة والآتية، وهذا الزمن المعتمد على الفعل الحضاريّ لا على ردّة الفعل، هذا الزمن الذي يتغذّى من الإرادة القويّة الصلبة الصادقة التي تقول لشعوبنا كونوا فتكونوا”.
وصرحت “لمن المحزن والمخزي أن يسقط كاتب تونسيّ في مثل هذا المستنقع لهذه الأسباب ألغيت لقائي المبرمج في بيت الرواية بمدينة الثقافة بتونس يوم الجمعة 5 مارس 2021 وقمت بإعلام إدارة بيت الرواية برفضي القاطع التعامل مع هذا الكاتب المطبّع مع الكيان الصهيونيّ”.
وكانت الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني، قد أعلنت منذ أيام، على أن الكاتب كمال الرياحي انضم إلى قائمة العار للمطبّعين مع نظام الاستعمار والتمييز العنصري الصهيوني في فلسطين المحتلة، وذلك بعد نشر مقالة على صحيفة تتبع الاحتلال “الإسرائيلي”.
وطالبت الحملة، وزارة الشؤون الثقافية في تونس بـ “إعفاء هذا الشخص من كل مسؤولياته وامتيازاته في مدينة الثقافة والاذاعة الثقافية”.
ودعت “عموم القرّاء التونسيين المنحازين لقضية الشعب الفلسطيني المناضل مقاطعة كلّ أعمال وأنشطة هذا المطبّع”.