أثارت الانتخابات الرئاسية الجزائرية المبكرة حالة من الجدل بسبب مسارها ونتائجها التي رفضها المرشحون الثلاثة، بمن فيهم الفائز الرئيس عبد المجيد تبون. تسلط هذه الانتخابات الضوء على عدد من الاختلالات السياسية التي تواجهها البلاد، مما يثير تساؤلات حول نزاهة العملية الانتخابية ومستقبل الديمقراطية في الجزائر.
انتقادات المرشحين والهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات
انتقادات المرشحين
انتقد المرشحون الثلاثة الذين تم اختيارهم، والذين تم استبعاد بعضهم بسبب الرقابة القضائية، الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات بسبب وجود خلل في تجهيز وإعلان النتائج الأولية. أشارت إدارة الحملات الانتخابية إلى “عدم الدقة” و”التناقضات” و”الغموض” و”عدم التناسق” في الأرقام المعلنة.
دور الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات
قبل إنشاء الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات في سبتمبر 2019، كانت وزارة الداخلية تنظم الانتخابات. كان من المفترض أن تستجيب هذه الهيئة لرغبة الحراك ومعارضة إدارة صناديق الاقتراع من قبل جهات غير حكومية. ومع ذلك، تواجه الهيئة انتقادات بسبب إدارتها للعملية الانتخابية.
التلاعب بالأرقام وفرضية التزوير
تساؤلات حول التزوير
تساءل الصحفي عثمان لحياني عن التلاعب بالأرقام ونسبها إلى الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات، مشيرًا إلى أن الهدف قد يكون خلق فضيحة انتخابية تشوه صورة البلاد. وأكد أن ممثلي المرشحين حصلوا على نسخ موثقة من محاضر فرز الأصوات، مما يسهل كشف التناقضات بين المحاضر المحلية والإعلانات الرسمية.
تأثير التلاعب على صورة البلاد
يرى محللون أن التلاعب بالأرقام قد يكون محاولة لخلق أزمة سياسية وتشويه صورة الجزائر. هذه الأزمة تثير تساؤلات حول النزاهة والشفافية في العملية الانتخابية وتزيد من تعقيد المشهد السياسي في البلاد.
التحديات السياسية والمأزق الحالي
القطيعة بين المجتمع والنظام
يشير الكاتب نجيب بلحيمر إلى أن النقاش حول مؤامرة مزعومة لتخريب العملية الانتخابية يخفي القطيعة بين المجتمع والنظام. نسبة المشاركة المنخفضة في الانتخابات تعكس عدم ثقة المواطنين في النظام السياسي.
غياب المنافسة السياسية الحقيقية
يؤكد عالم الاجتماع ناصر جابي أن الحد الأدنى من الشروط لإجراء انتخابات رئاسية تنافسية حقيقية غير متوفر في الجزائر. يعبر السكان عن رفضهم للنظام من خلال مقاطعة الانتخابات، مما يفقد الأحزاب والنخب الرسمية مصداقيتها.
تواجه الجزائر تحديات سياسية كبيرة تتعلق بنزاهة العملية الانتخابية ومستقبل الديمقراطية في البلاد. تحتاج الحكومة إلى معالجة هذه التحديات والعمل على تعزيز الشفافية والثقة بين المجتمع والنظام لتحقيق استقرار سياسي مستدام.