دعت “جبهة الخلاص الوطني” المعارضة في تونس، التونسيين للمشاركة في مسيرة وسط العاصمة، اليوم السبت، احتجاجا على الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد.
ونشرت قيادات من الأحزاب والمبادرات المكونة للجبهة (حركة النهضة، وحزب قلب تونس، وائتلاف الكرامة، وحزب حراك تونس الإرادة، وحزب العمل والإنجاز، ومبادرة مواطنون ضد الانقلاب)، دعوات في الأيام الماضية لأنصارها للمشاركة بكثافة في المظاهرة المقررة تحت شعار “يوم الحسم الديمقراطي”.
ودعت “حركة النهضة”، أنصارها للمشاركة في المسيرة الوطنية، فيما أصدرت الجبهة اليوم الجمعة، بيانا تضامنيا مع أهالي مدينة جرجيس، جنوب البلاد، التي تشهد حالة احتقان شديدة بسبب ما اعتبروه تراخيا من الدولة في حادثة فقدان مركب هجرة كان على متنه 18 مواطنا.
ودعت الجبهة، كافة القوى الوطنية من أحزاب سياسية ومنظمات نقابية وجمعيات مدنية، إلى “التنادي للتوافق على مخرج للأزمة من خلال حوار وطني شامل وناجز”.
وقالت إن “الأسباب الحقيقية لموجات الهجرة غير النظامية والتي تفاقمت خلال السنة الجارية وشملت شرائح متعددة من المجتمع، مردها إخفاق السياسات الاقتصادية في تحقيق هدفي التنمية والتشغيل الذين قامت من أجلهما الثورة”.
وبحسب البيان فإن “هذه الإخفاقات زادت منذ أن انقلب قيس سعيد على الشرعية الدستورية وانفرد بالحكم المطلق، منشغلا بإحكام قبضته على السلطة، مهملا وغير مبال بظروف حياة الناس حتى بلغت البلاد من العسر وشحة الموارد وانقطاع المواد الأساسية وتفاقم لنسب الفقر والبطالة ما أضحى يهدد الكيان الاجتماعي بالانهيار”.
ودعا رئيس الجبهة، أحمد نجيب الشابي، كافة المواطنين إلى الالتحاق بـ”المسيرة الضخمة بتونس العاصمة يوم 15 أكتوبر/ تشرين الأول بهدف إيقاف تدهور البلاد” على حد تعبيره.
وفي فيديو نشرته الجبهة على صفحتها، قال أحمد الشابي، إن “التونسي لم يحصد شيئًا بعد عام و3 أشهر من حكم سعيّد، غير غلاء الأسعار وندرة المواد الأساسية والأدوية من الأسواق”.
ودعا الشابي التونسيين إلى التجمّع في ساحة العُملة ثم التوجه إلى المسرح البلدي وسط العاصمة، مشيرًا إلى ضرورة إطلاق حوار وطني جامع يتفق على الإصلاحات ويشكل حكومة إنقاذ وطني لإدارة المرحلة، للخروج من الأزمة.
وفي تدوينة عبر صفحته على “فيسبوك”، دعا عضو “مواطنون ضد الانقلاب”، جوهر بن مبارك، التونسيين، إلى التظاهر يوم غد، قائلا “كلّنا في الشارع معا يدا واحدة صرخة واحدة في وجه الظلم والاستعباد استجابة لما تمليه علينا ضمائرنا وتلبية لنداء الحرّية”.
وكتب بن مبارك “كلّ مواطن وكلّ مواطنة سيكون يوم عيد الجلاء يوم 15 أكتوبر 1963 خروج آخر جندي فرنسي من تونس) في شارع الثورة، سيأتي لنفسه دفاعا عن قيمه وكرامته وحقّه في لقمة العيش في بلد حرّ، سيأتي متحدّيا سلطة الانقلاب في ممارسة حقّة الفردي في التعبير عن غضبه ورفضه لموقع الرعيّة الذي جهّزه المنقلب لشعب كامل”.
وأضاف “كلّ وقفة ومظاهرة واحتجاج هو مسمار آخر في نعش الانقلاب”. وتتزامن دعوة جبهة الخلاص مع دعوة “الحزب الدستوري الحر” للتظاهر في نفس اليوم.
وقالت رئيسة الحزب، عبير موسي، إنّ “المسيرة التي سينظمها الحزب هي مسيرة للتعبير عن الغضب وعدم الرضا”، مضيفة في تصريح لإذاعة محلية أن “الشعب إما أن يختار الوقوف ويقول لا للمسار الخاطئ، أو سيظلّ في وضعيّة سلبيّة وينتظر الكوارث”.
واحتجت موسي على خروج جبهة الخلاص للتظاهر في نفس اليوم، واصفة الجبهة بالجسم السياسي الغامض. ولكن القيادية بالجبهة، سميرة الشواشي أكدت أن “الجبهة لم تكن على علم بنشاط الدستوري الحر”.
وفي ردها على وصف موسي للجبهة بالجسم السياسي الغامض، قالت الشواشي في تصريح صحافي إن “عبير موسي لا تستطيع بأي حال التشكيك في جبهة الخلاص التي يقودها مناضلون من بينهم على سبيل المثال أحمد نجيب الشابي”.
العربي الجديد