أصدر خبراء بالمغرب تحذيرات في ظل تعاظم الازمات التي يتخبط فيها المواطن في المملكة ومنها مشكل المياه و اثره السلبي على مجال الزراعة الذي دخل الكيان الصهيوني فيه على خط التماس بإعلانه عن مشاريع لزراعة مئات الهكتارات من الاراضي بالمملكة بفاكهة “الافوكادو” التي ستستنزف ما تبقى من مياه.
وتتفاقم أزمة المياه بالمغرب، خاصة مع التغير المناخي وتأخر التساقطات، وهو ما أقرت به الحكومة التي دقت ناقوس الخطر حول مستقبل الماء وتأثيره على السلم الاجتماعي.
وجاءت ندرة الامطار لتعمق من الازمة التي تسبب فيها – وفق الخبراء في مجال الثروة المائية -، “انعدام المراقبة الحقيقية للسياسة الفلاحية والاتجاه نحو زراعات تستنزف بشكل غير طبيعي المياه الجوفية”.
إلا أن ما يصعد من المخاوف، النتائج السلبية لتطبيع نظام المخزن مع الكيان الصهيوني الذي بلغ المجال الفلاحي، حيث تم الاعلان عن مشاريع تتعلق احداها بزراعة فاكهة “الافوكادو” على نطاق واسع بالمملكة، والتي قد تدق آخر مسمار في نعش أزمة الماء بالبلاد.
وكشفت أكبر شركة للمنتجين والمصدرين “للأفوكادو” في الكيان الصهيوني (“مهادرين”)، عن انطلاق مشروع لإنتاج الفاكهة بالمغرب على مساحة 455 هكتار .
ويرى خبراء بالثروة المائية، وفق جريدة “الأيام”، أن توسيع مساحات زراعة الأفوكادو بالمملكة سيستنزف الفرشة المائية، لاسيما بالمناطق التي تعرف خصاصا في المادة الحيوية.
وحسب المختصين، فإن هذا النوع من الزراعات يستهلك بشكل كبير المياه الجوفية. فما عدا الأشهر الأربعة الأكثر برودة، تتطلب الأفوكادو الناضجة من 2271 إلى 4163 لتر ماء، و أما خلال فترات الجفاف الشديد، فإنها تتطلب ما يصل إلى 4542 لتر، بينما تحتاج الأشجار الصغيرة ذات المظلة النباتية التي يصل طولها إلى 1.2 متر، إلى ما بين 75.7 و 151 لتر، وقد تحتاج إلى ما يصل إلى 189 لتر خلال أشهر أكثر دفئا.
== التطبيع الفلاحي “جريمة أخرى” بحق المغاربة ==
وعن المشروع الصهيوني بالمملكة، قال الرئيس التنفيذي لشركة “مهادرين” الصهيونية ، أن “زراعة الأفوكادو في المغرب جزء من خطة أكبر لنكون قادرين على تزويد الزبائن الأوروبيين بسهولة أكبر بحكم القرب الجغرافي للمغرب والتكاليف الأكثر تنافسية”، وهو ما يبرز -وفق الخبراء- أن “الفائدة الاقتصادية والمالية لهذا الاستثمار ستعود على الكيان الصهيوني، فيما لن ينال المغرب سوى الضرر في مائه، وتبعا لذلك في اقتصاده وتنميته”.
وفي تعقيبه على اعلان الشركة الصهيونية لمشروع إنتاج الأفوكادو بالمغرب، حذر عزيز هناوي، الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، من أن التطبيع الفلاحي مع الكيان الإسرائيلي بلغ مستويات “كبيرة”.
وأكد هناوي أنه تم رصد الاختراق التطبيعي في عدد من الزراعات والصناعات الزراعية المرتبطة بالمجال الفلاحي، مشددا على أن خبراء في مجالات كثيرة حذروا من هذا التوجه المهدد للمغرب.
وأوضح المتحدث ذاته أن تهديد المغرب في مجال التطبيع الفلاحي، قائم على مستوى الفرشة المائية التي يتم استنزافها بزراعات تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء، وعليه، فهي تدمر بنية النسق الفلاحي ولا تتلاءم مع الفرشة المائية.
إلى جانب هذا، كشف هناوي عن أشكال متعددة اخرى للاختراق الصهيوني للمجال الفلاحي، وعلى رأسها مجال التمور والتجهيزات الفلاحية، فضلا عن المعلومات المتوفرة بخصوص “دخول شركات صهيونية للاستثمار في الكيف والقنب الهندي”.
من جانبه، أكد الكاتب الصحفي المغربي، يونس مسكين، أن استثمار الكيان الصهيوني في القطاع الفلاحي، ومنه زراعة الأفوكادو، هو “جريمة أخرى في حق المغاربة”.
وأوضح يونس مسكين في تدوينة نشرها بحسابه على “فايسبوك”، أن الافوكادو من أكثر الفواكه استهلاكا للماء.
ويأتي هذا التطور في التطبيع بين نظام المخزن والكيان الصهيوني، بعد وقت قصير من الكشف عن احدى “الثمار السامة” لهذا التقارب، حيث أعلن ما يسمى بمسؤول مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط، عن استحواذ شركة إسرائيلية تسمى ب”مارون إنرجي” على 30% من أسهم الشركة المغربية “غايا إنرجي” العاملة في مجال الطاقة المتجددة، مما أثار استياء شديدا لدى مناهضي التطبيع.
وكالة الأنباء الجزائرية