كركوان موقع أثري تونسي يعود إلى العهد البوني – . يوجد الموقع الأثري” كركوان” في معتمدية حمام الغزاز بلدية دار علوش في الوطن القبلي بين قليبية والهوارية وهو موقع يعود تأسيسه إلى العهد البوني. ولأنّ الرومان لم يعيدوا بناءه بعد ضمّ أفريكا إلى الإمبراطورية الرومانية، فإن الموقع فضاء حضري لمدينة صغيرة لها خصائص بونيّة صرفة.
هوجمت مرتين من قبل الرومان . ولقد هجرت هذه المدينة على ما يبدو بعد تهديمها من طرف القنصل الرومانيّ أتيلوس ريغولوس سنة 256 قبل الميلاد، فهرب سكانها المتبقون نحو الغرب واحتموا بالهضاب فاختاروا مكانا أطلقوا عليه تامزراط، وهو نفس اسم كركوان القديم و تمزراط تعني الغرس. قبل أن تكتشف المدينة مجدّدا عن طريق الصدفة في بداية خمسينات القرن العشرين.
كانت كركوان مدينة ساحليّة ولذلك جهزت بميناء بقيت منه بعض الأجزاء. ومن المفروض أنّها كانت تتعاطى التجارة مع موانئ أخرى متوسّطية وأنها كانت تصدّر منتجات فلاحيّة وكذلك صناعيّة، مثل الأقمشة المصبوغة بالأرجوان، إذ اكتشفت منشآت لصنع هذه المادّة قرب الميناء، وكذلك حوانيت حيّ تجاريّ.
تمثـّل كركوان نموذج البيوت البونية. وفي المتحف المحاذي للمدينة، الذي شيّد على طراز المنزل البوني، تعرض أهم القطع البونية التي عثر عليها أثناء الحفريات منها قطع خزفيّة جميلة وحليّ ومنحوتات ومباخر وهي كلّها عناصر تدلّ على إبداع سكّانها وعلاقتهم مع قرطاجة وغيرها من المدن المتوسّطية في العهد البوني.
يمتدّ موقع مدينة كركوان على مساحة تبلغ بين 7 و 8 هكتارات تنحدر نحو البحر على ارتفاع 3 أمتار تحيط بها حديقة خضراء أتى تخطيطها على شكل دائري يحدّها البحر شرقا وأسوار مزدوجة تنطلق من الشمال نحو الجنوب.
يوجد الموقع الأثريّ «كركوان «في الوطن القبلي بين» قليبية» و«الهـــــوارية» ويــرجّــــح أن يعــود تأسيســها إلى القرن 6 ق م. يذكر المؤرّخون أنّ كركوان هي اليوم المدينة البونيّة الوحيدة في العالم التي احتفظت للإنسانيّة بما كان عليه نمط المعمار في العهد البونيّ، وكانت تسمّى عند البربر تامزرت وشهدت تدميرا شاملا من قِبل الرّومان ما بين 255 و 256 ق م وهي مدينة ساحليّة لذلك كانت تحتوي على ميناء بقيت آثاره. يمتدّ موقع مدينة كركوان على مساحة تبلغ ما بين 7 و 8 هكتارات على أرض تنحدر نحو البحر تحيط بها حديقة خضراء شكلها دائريّ يحدّها البحر شرقا. وهي قلعة ذات أشكال معماريّة شيّدت بمهارة، تحيط بها أسوار مزدوجة بينها أروقة تفتح منه أبواب تيسّر الحركة. شوارعها عريضة تبلغ 4 أمتار وساحاتها مبنيّة حسب مثال معماريّ ييسّر أنشطة المدينة واختصّت بشبكة مياهها وقنوات صرف تلك المياه إذ يبدو لحدّ اليوم أنّ كلّ بيت يحتوي على حمّام خاصّ. وفي جنوب كركوان تمّ العثور على موقعين هامّين “دمنة وواد القصب” تمّت فيهما حفريات وشيّدتا على أنقاض تجمّع ريفيّ رومانيّ بيزنطيّ يعود إلى ما بين القرنين السّادس والسّابع ميلادي إلى جانب بقايا كنيسة رومانيّة قائمة تحيط بها حمّامات ومساكن وحنايا ومقابر . ولقد أثبتت الحفريات أنّ الشّوارع كانت نتيجة تصوّر مسبق في تخطيط المدينة لذلك يعتبرها المؤرّخون فريدة من حيث هندستها المعماريّة.
ويوجد في مدخل الموقع الأثريّ بكركوان متحف صغير شيّد على طراز المنازل البونية يمتاز حسب المؤرّخين بكونه الوحيد الذي نعلم أنّه لم يبن ثانية بعد خرابه في القرن الثّالث ق.م، وبالتّالي فهو الوحيد الذي يعطي فكرة صحيحة عن المدينة البونيّة.كمايكشف لنا عن مظاهر عديدة من الحياة اليومية والأنشطة الاقتصاديّة و التّجارية للمدينة وحياتها الرّوحية، إلخ.. وتوجد في المتحف أيضا آثار متأتيّة من بلدان متوسّطيّة عديدة: فنجد الزّخارف اليونانيّة (أوان، مصابيح، إلخ…) والمستلزمات الشّعائريّة المصريّة (أختام، تمائم، تماثيل صغيرة للتّعبّد، إلخ…). كما عثر الباحثون على مجموعة مصابيح رومانيّة يبدو أنّه تمّ إخفاؤها قبل خراب المدينة بستّة قرون، في مخبإ مهيّإ في ساحة منزل بونيّ. كما تشهد الحفريّات على أنّ كركوان كانت مدينة صيّادين وحرفيّين..