دوز إحدى مدن ولاية قبلي بالجنوب التونسي، وتبعد عن العاصمة التونسية باتجاه الجنوب بحوالي 550 كيلومتر. تتميز مدينة دوز بمناخ صحراوي حار وجاف، ولها واحة ممتدة وتتبعها العديد من القرى. ويبلغ عدد سكانها طبقاً لإحصاء عام 2004: 27060 نسمة ويبلغ عدد المساكن: 594.
عرفت مدينة دوز باسم المرازيق وذلك لانحدار معظم ساكنيها من قبيلة المرازيق، وينقسم سكانها إلى ثلاثة عروش كبرى، وعروش أخرى صغيرة، ومنها: عروش الشتاوي وعروش الكمايلية، ووهم الذين سكنوها قبل قدوم المرازيق إليها، واكتسبت المدينة شهرة كبيرة بعد الحرب العالمية الأولى، وذلك بسبب المجهود غير المنقطع الذي بذله أهلها في محاربة المستعمر الفرنسي.
كانت المدينة خلال حكم الدولة العثمانية محطة لتوقف الحجاج القادمين من الجزائر والمغرب، حيث كانت تحتوي على زاوية الغوث وزاوية المحجوب اللتان كانتا تحتويان على عدد من المدارس المختصة بتحفيظ القرآن، ولا تزال زاوية المحجوب موجودة حتى أيامنا هذه، وتحتوي على عدد من المدارس الدينية بالإضافة إلى مساكن ومطاعم ذات طابع حديث. وفي الفترة الاستعمارية كانت المدينة مركز خليفة، أما حالياً فهي مركز لكل من دوز الشمال ودوز الجنوب، وتضم بلدية وعدداً من المعاهد ومن الدارس مختلفة المراحل.
تبدو دوز و كأنها مغطاة بمعطف أبيض رقيق يشبه الثلج، فمنطقة دوز هي الوجه الناعم للصحراء. سلسلة من الكثبان الرملية وباقات النخيل الرشيقة على طول الطرق المغمورة بالرمال. رحابة الصحراء الشقراء اللامتناهية تبدو هنا في متناول اليد، في حين توفر الواحات إستراحة لذيذة بين النخيل. وفي قلب المنطقة، امتداد الملح الهائل ذي الانعكاسات اللماعة: إنه شط الجريد.
يسكن دوز المرازيق، وهم رعاة رحل لا زالوا إلى اليوم يتركون دوريا منازلهم في المناطق الحضرية ليركنوا إلى حياة الخيمة. المناطق القريبة من الصحراء استفادت دوما من التكامل بين الرحل والمستقرين: تنتج الواحات التمورو الفواكه والحبوب والخضروات. ويربي الرعاة الأغنام والماعز والإبل. هذه الأخيرة كانت ضرورية للتجارة عبر الصحراء.و المهاري هي نوق نحيفة وسريعة كانت سابقا مخصصة لأغراض الحرب . لقد حافظت دوز على أهميتها كنقطة لقاء للبدو مربي الجمال، فهي السوق الكبيرة بالجنوب، وكمركز مميز للتقاليد الصحراوية.حفلات الأعراس ، سباق كلاب السلوقي ، ألعاب الفروسية، ورحيل القوافل … إحتفالات الأجداد لا تزال راسخة في وجدان السكان الذين يسعدون بإعادة إحيائها من أجل بهجة الزوار خلال المهرجان الكبير للصحراء بدوز.